في أحيان كثيرة أجد على مواقع التواصل أو غيرها من المجالس من يخوضون في آيات الله بغير علم وينثرون الشبهات حولها .. فماذا علي أن أفعل؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أنك إن آنست من نفسك علما تدفع به باطلهم، وعلمت أن في رده ثمرة مرجوة تستحق بذل الوقت؛ فرد عليهم.
وتضيف: إن لم تر كبير فائدة في الرد عليهم، أو لم تأنس من نفسك علما؛ فأعرض عنهم، ولا تضيع وقتك بالدخول على مواقعهم وصفحاتهم، وقد قال الله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. {الأنعام:68}.
قال الشيخ السعدي في تفسيره هذه الآية: المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله. فأمر الله رسوله أصلا، وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل.
وتوضح: من هاهنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجالِ في أرضٍ أن ينأى عنه، وهؤلاءِ دجاجلة هذا العصر، فيتعينُ النأيُ عنهم وإغلاقُ الأسماع والأبصار دون شبهاتهم .
وتنصح أن لا تترك الشبهة تمرُ على مسامعكم أو تقع في قلوبكم وإن مرت فلا تفكر فيها ولا تلتفت إليها، ولا تشغل نفسك بالبحث عن جوابها، وقد أوصى شيخُ الإسلام ابن تيمية تلميذه ابن القيم بألا يجعلَ قلبه مثل الإسفنجة يتشرب كل شبهة، بل عليه أن يجعله مثل الزجاج تمرُ الشبهة فلا تؤثر فيه، وقد ذكر ابن القيم أنه لم ينتفع بوصية كما انتفع بهذه الوصية من شيخ الإسلام .