أنا مريض أورام، وأجريت عملية زرع نخاع، وتم التنبيه عليَّ من الأطباء -وهم أطباء مسلمون ثقات- بضرورة العزل المنزلي، وعدم الاختلاط، وعدم الصلاة في المسجد -جماعة أو جمعة- لمدة ثلاثة أشهر بعد الخروج من المستشفى.
علما بأني بعد شهر من الخروج من المستشفى سأضطر للعودة للعمل، حيث إن لي مكتبا خاصا، ولا يخالطني فيه أحد.
فهل أبدأ بالصلاة في المسجد مع عودتي للعمل؟ وما حكم صلاتي في المنزل؟ وهل أستمع لهم، أم أنزل للصلاة في المسجد؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: لا شك في أن المرض عذر في ترك الجمعة والجماعة، فإن كان مرضك يزيد بشهود الجمعة والجماعة، أو كان برئك(شفاءك) يتأخر، أو كان يخشى عليك حصول ضرر ما؛ فلا يلزمك شهود الجمعة والجماعة.
وما دام الأطباء الثقات العدول قد أمروك بلزوم البيت، وعدم شهود الجمعة والجماعة، فالذي نرى هو العمل بوصيتهم تفاديا لحصول أضرار محتملة.
المركز قال في فتوى سابقة: تخلف مريض الفصام عن الجمعة لمرضه؛ فلا حرج عليه. قال ابن قدامة في المغني: ويعذر في تركهما- يعني الجمعة، والجماعة- المريض في قول عامة أهل العلم. قال ابن المنذر: لا أعلم خلافا بين أهل العلم، أن للمريض أن يتخلف عن الجماعات من أجل المرض, وقد روى ابن عباس, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر . قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف، أو مرض. لم تقبل منه الصلاة التي صلى. رواه أبو داود. وقد كان بلال يؤذن بالصلاة، ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض، فيقول: مروا أبا بكر فليصل بالناس.
فإذا كان الدواء يعجز معه عن صلاة الجمعة، سقطت عنه؛ لكونه مريضا محتاجا للتداوي، ولكن إن أمكن تعديل وقت تناول الدواء، بحيث لا يتخلف عن الجمعة؛ فهو الواجب؛ لأنه لم يتعين عليه أخذه بما يعجز معه عن حضور الجمعة.
وفي حال ما إذا فاتته صلاة الجمعة، فيلزمه صلاة الظهر إذا استيقظ، أو قدر على الصلاة؛ قال رسول صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلها إذا ذكرها. رواه البخاري ومسلم. وفي لفظ: فإن ذلك وقتها، وفي حديث أبي قتادة: أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك، فليصلها حين ينتبه لها. رواه مسلم.
اقرأ أيضا:
هل جاء في الإسلام أن صوت المرأة عورة؟اقرأ أيضا:
يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم