هجرني زوجي في الفراش لأشهر، ثم هجر البيت وتزوّج من أخرى، وأنشأ لنفسه حياة جديدة.مضى أكثر من سنة وأنا مثل المُعَلَّقة -لا متزوجة، ولا مطلّقة-؛ فطلبت منه الطلاق؛ لأن هذا الوضع يؤلمني نفسيًّا، لكنه رفض بشدّة، وهدّدني بقطع المصاريف عني وعن الأولاد، وطرْدِنا من المنزل، إن أنا خلعته، وقال لي إنني ملعونة؛ لأني طلبت الطلاق، فما رأي الشرع في هذا الموضوع؟ وهل يجوز تعليق الزوجة؟ وما الحلّ الأنسب لهذه المشكلة؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: إن كان الحال كما ذكرت من هجر زوجك لك دون مسوّغ، وبقائه عند الزوجة الأخرى، وتركك كالمعلقة؛ فهذا غير جائز، قال تعالى: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا {129}، وفي سنن أبي داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ، فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ.
والذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك، أو تُوسِّطي بعض العقلاء -من الأقارب، أو غيرهم من الصالحين- في التفاهم معه؛ حتى يرجع لمعاشرتك بالمعروف، ويعدل بينك وبين زوجته الأخرى.
فإن لم يرجع إلى المعاشرة بالمعروف؛ فمن حقّك رفع الأمر للقضاء؛ لرفع الظلم عنك، أو التطليق للضرر، قال الدردير -رحمه الله- في الشرح الكبير: ولها -أي للزوجة- التطليق على الزوج بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعًا، كهجرها بلا موجِب شرعي .
المركز قال في فتوى سابقة: إن كان الحال كما ذكرت من إهمال زوجك لك، وتقصيره في حقوقك الواجبة عليه، وإيذائه لك، فلا حرج عليك في طلب الطلاق، ولا يكون ظلماً لزوجك، وإنما تنهى المرأة عن طلب الطلاق لغير مسوّغ، لقوله صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. (رواه أحمد) قال السندي: أَيْ فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا.
لكن الذي ننصحك به ألا تتعجلي في طلب الطلاق وأن تسعي في التفاهم مع زوجك حتى يعاشرك بالمعروف، وإذا لم يمكنك التفاهم معه فليتدخل حكم من أهله وحكم من أهلك ليصلحا بينكما أو يفرقا في حال تعذر الإصلاح.
اقرأ أيضا:
ما حدود عورة المرأة أمام النساء؟اقرأ أيضا:
هل جاء في الإسلام أن صوت المرأة عورة؟