كان عندي مال حرام، وتصدقتُ به على زوج خالتي عندما مرض بالسرطان، وتعرض لصعوبات مالية للعلاج، لكنه كان يعمل ساحرا قبل المرض، وقد توفي بالسرطان. فهل يجب إعادة التصدق بتلك الأموال؛ لأنه يقال إن الساحر يُقتل في الإسلام؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: المال الحرام يجب على المسلم التوبة إلى الله تعالى من اكتسابه، وعليه التخلص منه بصرفه في وجوه البر، ومن ذلك إعطاؤه للمرضى والمساكين والمحتاجين.
جاء في "الاختيار لتعليل المختار لابن مودود الحنفي": الملك الخبيث: سبيله التصدق به.
وعلى ذلك؛ فإن تخلصك من هذا المال بصرفه لمريض يحتاج إليه يعتبر عملا صحيحا، وهو مطلوب منك، ولا يحق لك بعد ذلك استعادته، والتصدق به مرة أخرى.
والسحر -على افتراض أن من صرفت له المال يمارسه- قد اختلف العلماء في كفر صاحبه. وعلى كل؛ فليس من حق أحد أن يحكم على مسلم بالكفر، ويعامله معاملة الكافر قبل أن يحكم الحاكم بكفره، ومن يقول من أهل العلم بأن الساحر يقتل يشترط لذلك ثبوت السحر بالبينة، والحكم بكفره.
جاء في الموسوعة الفقهية: وذهب المالكية إلى قتل الساحر، لكن قالوا: إنما يقتل إذا حكم بكفره، وثبت عليه بالبينة لدى الإمام... وعند الشافعية : إن كان سحر الساحر ليس من قبيل ما يكفر به، فهو فسق لا يقتل به ما لم يقتل أحدا، ويثبت تعمده للقتل به بإقراره.
المركز اختتم فتواه بقوله: والحاصل أنه لا يجب على السائل استعادة ذلك المال بعد أن حازه الرجل المذكور، بل لا يحق له أصلا.