أخبار

أحبتته من النظرة الأولى.. ولكنه انصرف عني .. ماذا أفعل؟

نفسيتي محطمة.. تعرضت لظلم وعنف بدني على يد زوجي.. وفي الآخر طلقني؟

هل يجب قبول التبرع بنفقة الحج على من لا يستطيع الحج؟

لا تفوت هذه الأشياء لتخفيف آلام الركبة

احذر تناول هذه الأدوية مع القهوة حتى لا تفقد تأثيرها

إذا كان للرجال في الجنة "الحور العين" فما يكون للنساء؟!

عبيد بن عمير الليثي .. تابعي جليل .. هكذا ابكي وعظه ابن عمر.. عفته حولت امرأة فاتنة إلي راهبة

في هذه الحالة يجوز الشتم والسب تحت ضوابط معينة.. تعرف عليها

"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه".. من الذي يخاف وممن يخاف؟ (الشعراوي يجيب)

لماذا حرم الله تعالى على غير المسلمين دخول مكة؟

أفضل ما تدعو به وتعمل من أجله

بقلم | أنس محمد | الجمعة 11 ابريل 2025 - 10:51 ص



يستمر الإنسان في البحث عن سعادته المفقودة، ويطيش عقله في السعي وراء متاع الدنيا من أموال كثيرة تساعده على توفير قسط من الأمان الذي يظن فيه خيره، والمرأة الجميلة التي يعيش معها، وتحقيق سبل الراحة التي يشغل بها تفكيره، إلا أنه ومع شدة الأزمة التي نمر بها، نتيجة الابتعاد عن طريق الله، يجد نفسه واقفًا عند نقطة الصفر لا يتحرك منها إلى أي شيئ، فلا متاع الدنيا ولا نعيم الأخرة، ليصبح مثل فقراء اليهود لا دنيا ولا دين.


توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين



ومع حالة التيه التي نمر بها، يسأل الكثير منا عن ملامح الطريق الذي يجد فيه الراحة الأبدية، وقد كتب الله على العباد في الحياة الدنيا أنه لا راحة ولا نعيم مقيم إلا في الأخرة، وأن الدنيا ماهي إلا دار الشقاء والكبد، قال تعالى: " ولقد خلقنا الإنسان في كبد"، فطريق الدنيا ليس فيه ما يصبو إليه فكرك من هذا النعيم الذي تحلم به من وجهة نظرك ونتيجة فكرك القاصر، في أن الراحة في شراء سيارة جديدة أو الزواج من امراة جميلة، أو امتلاك اموال كثيرة، فكل هذا النعيم لا محالة زائل.



وإذا نظرت لغيرك من الذي تحسدهم على ما في يديهم ليل نهار، ربما تجد أكثرهم في حالة اكتئاب شديدة، فكلما زادت النعمة كلما زاد الهم، وكلما زاد المال زاد الخوف والغم حزنا أن يضيع هذا المال من يد صاحبه، فلا يشبع رغم ما في يديه، بل تجده أكثر سعيا منك أنت الفقير على امتلاك أموال أكثر وأكثر، فلا تجده يشبع، بل ربما تجد الفقر بين عينيه رغم ما يمتلك.



وقد جعل الراحة الأبدية في الأخرة، وكشفت آيات القرآن أن الطريق إلى هذا النعيم المقيم يبدأ من خلال الساعات القليلة التي نعيشها في الدنيا، فالدنيا هي طريق قصير جدا للأخرة، والملتفت في هذا الطريق الدنيوي لا يصل للأخرة، بل يضل ويفتتن، ويحيد عن الطريق فلا يجد في طريق إلا الحسرة والندامة بعد أن ينتهي الطريق ويجد نفسه تائها لم يصل إلى شيئ.

اقرأ أيضا:

أفضل الدعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة

زاد الاخرة


ومن أهم ما نبه عليه القرآن من زاد الاخرة في هذا الطريق القصير، هو الصبر والدعاء بأن يصل المؤمن إلى النهاية السعيدة، بعد أن يتزود بالتقوى ويتمسك بالإيمان، ويصبر على وعثاء السفر في رحلةُ الصَّبر والتَّقوى، والإخلاص والاعتصام بالمولى، قال تعالى ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ ]يوسف : 90].



انظر لعاقبة صبر يوسف عليه السلام، وقد ألقى به إخوته في غيابات البئر، وانظر لصبر أبيه يعقوب على فراقه، وانظر لحكمتهما بعد ان انتصرا في النهاية، وأقبلتِ الدُّنيا على يوسف، وسجد إخوته بين يديه، وكتب الله له التمكين وقد رفع أبوَيْهِ على عرشه، وصرَّفَ البلادَ والعبادَ بأمره ونهيه، ماذا فعل؟ هل افتتن بنصره؟ أم ظل على طريق الله فالتجأ إلى الله مُخبتًا مُنيبًا ودعاه: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ ]يوسف : 101].



فهذا هو عمود البيت الصر والثَّبات حتى الممات؛ وأن تظل على الحق وأن تدعو الله بأن يلحقك بالصالحين ويحسن ختامك، حتى أخر نفس في حياتكن فكن مثل المعصوم، عليه الصلاة والسلام يرجو اللحاق بالصَّالحين، ولقاء الأنبياء والمرسلين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.



ولقد سمَّى الله قصة يوسفَ بأحسنِ القَصصِ، لِيعتبرَ بها أهلُ الإيمان، ويقتديَ بيوسفَ عليه السَّلام كلُّ من تدبَّرَ القرآنَ. ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ﴾ ]الأنعام : 90].




فإنَّما الدُّنيا ممرٌّ، ليس فيها مُقامٌ أو مستقرٌّ، وطريقٌ للابتلاء آخره الحساب والجزاء، ولا يَسْلَمُ إلَّا من أسلمَ لله واستسلمَ؛ فوحَّده سبحانه لا شريك له، وأطاعه راغبًا متقرِّبًا إليه، ولا يثبُتُ على ذلك إلَّا الموفَّق، فالقلب أشدُّ تقلُّبًا من القِدْرِ إذا اجتمعتْ غليانًا، والنَّفس أمَّارةٌ بالسُّوء، والشَّيطان يُزيِّن ويُغري، وزخارف الدُّنيا تَفتِن وتُلهي، والموت يأتي بغتةً، ولا يعلم المرءُ بماذا يُختمُ له؟.





لذلك ورد عن أنسٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِرُ أن يقول: "يا مُقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك" فقلت: يا نبيَّ الله آمنَّا بك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: "نعم؛ إنَّ القلوب بين أصبعين من أصابع الله يُقلِّبها كيف يشاء".



ومن ثبت على الحقِّ حتَّى يلقى الحقَّ سبحانه، أنزله الله منازلَ أهلِ الحقِّ في جنَّته، والكيِّس الفطِن يتطلَّع إلى الرَّفيق قبل الطَّريق، ويطلب الجار قبل الدار، فاجعلنا اللَّهم مع الَّذين أنعمت عليهم من النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداء والصَّالحين، وأكرمنا بجوارك في دار كرامتك.

الكلمات المفتاحية

أفضل ما تدعو به وتعمل من أجله توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين زاد الآخرة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled يستمر الإنسان في البحث عن سعادته المفقودة، ويطيش عقله في السعي وراء متاع الدنيا من أموال كثيرة تساعده على توفير قسط من الأمان الذي يظن فيه خيره، والمر