تشكو امرأة من أنها متزوجة من رجل يكبرها في السن، ومن ثمّ فهي لا تحصل على متعتها كاملة أثناء العلاقة الحميمية، وبدلاً من الوقوع في المحظور، فإنها تكمل "متعتها" بيدها، أو كما يقال باللجوء إلى (العادة السرية)، إلا أنها ترى في ذلك ذنبًا كبيرًا، فكيف تتخلص منه، أو لو كان هذا الفعل هو الأهون من الوقوع في الزنا، فهل يجوز لها الاستمرار فيه؟.
الذنب ذنب، والتحريم لا يجوز معه استثناءات، لكن ما يجوز وما يجب هو الصبر طالما اختارت هذه المرأة الاستمرار في حياتها الزوجية، وإلا فعليها طلب الانفصال، وليس عليها حرج في ذلك، بدلا من الإقدام على ما يغضب الله تعالى، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ » (النور: 33)، وفي هذه الآية أمر من الله بالاستعفاف والصبر لمن لم يتمكن من الزواج حتى يغنيه الله من فضله.
تحذير رباني
إذن حفظ الفرج، لا يكون من الزنا فقط، وإنما أيضًا من مثل هذه الأمور التي ترهق صاحبها، ولا توصله لشيء إلا لمزيد من الذنب، والتعب الصحي غير المتناهي، يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ » (النور: 30)، وفي الآية إلزام بحفظ الفرج، وتجنب الدواعي المؤدية إلى عدم حفظه، والتي منها إطلاق البصر فيما حرم الله عز وجل.
أيضًا اهتمت السنة النبوية بمثل هذا الأمر، وقد ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه لعن ناكح يده، وهذا يعني الطرد والإبعاد من رحمة الله لمن يقترف عادة الاستمناء، لذلك حينما سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى عن حكم الاستمناء، فأجاب بقوله: أما الاستمناء باليد، فهو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين.
اقرأ أيضا:
ما حدود عورة المرأة أمام النساء؟مخالفة للفطرة
ويؤكد العلماء أن الاستمناء مخالفة للفطرة وفعلة غير مألوفة، فقد ركب الله الجهاز التناسلي في الجسم، ليؤدي وظيفة سامية ألا وهي الحفاظ على بقاء النوع الإنساني عن طريق الجماع المشروع، ولو تأمل العاقل قليلًا، لوجد أن البهائم نفسها لا تفعل هذه العادة القبيحة، فضلًا عن أن يمارسها الإنسان، ولو قال قائل: إن الاستمناء وسيلة تنفس بها هذه المرأة عن نفسها نظرًا لكثرة الفتن ودواعي الزنا، فهو - أي الاستمناء - أخف الضررين.
لهؤلاء نقول: إن أخف الضررين لا يحل إلا في حالة انعدام الحلول المشروعة انعدامًا تامًا، ومن ثمّ على هذه الزوجة إما الصبر على زوجها مع السير في طرق العلاج له، فضلا عن إتيان أمر ينساه الكثير من الناس، وهو (التقديم)، قال تعالى: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» (البقرة 223)، والنساء يتمتعن أكثر بالتقديم، فعلى الرجل أن يزيد ويطيل في هذا الفعل، حتى تتهيأ المرأة تمامًا فإن جامعها وجدت المتعة التي تريدها، ومن ثمّ عاشا سويًا في راحة نفسية.