ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ما حكم الحب؛ بمعنى حب الشاب للفتاة إذا كان الحب طاهرًا عفيفًا وليس غرضه فعل الحرام؟".
وأجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بأنه "من ابتُلي بشيءٍ من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب؛ لما ورد في الحديث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ عَشِقَ فَكَتَمَ، وَعَفَّ فَمَاتَ، فَهُوَ شَهِيدٌ» أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/ 183)، وقوَّاه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها: "درء الضعف عن حديث من عشق فعف".
اظهار أخبار متعلقة
ما حكم كلام الحب والغزل بين المخطوبين؟
ورد سؤال من فتاة تقول: "هل حرام أن أقول كلامًا حلوًا لخطيبي؟".
وأجابت دار الإفتاء بأن "الخِطبة مجرد وعد بالزواج يمكن لأحد الطرفين فسخه متى شاء، حتى إن الخاطب له أن يستردَّ الشبْكة من مخطوبته إذا أراد ذلك ولو كان الفسخ من جهته؛ لأنها جزء من المهر الذي يُستحق نصفه بالعقد ويُستحق كله بالدخول.
الخاطب والمخطوبة أجنبيان عن بعضهما، وبقدر ما تكون البنت أصْوَنَ لنفسها وأحرص على عِفَّتِها وشَرَفِها وأبعد عن الخضوع والتكسُّرِ في كلامها وحديثها، بقدر ما تعلو مكانتها ويعظم قدرها عند من يراها ويسمعها وتزداد سعادتها في زواجها، ومن تَعَجَّلَ الشيء قبل أوانه عُوقِب بحرمانه".
ما حكم التصريح بالحب وكلمات الإعجاب بين المخطوبين؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "ما حكم أن يصرح المخطوبان لبعضهما بحبهما ببعض كلمات المدح والإطراء والإعجاب؟".
وأجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
للحب معانً متعددة، ومنها أنه يستعمل بمعنى التقدير والاحترام، ومنها قول الصديق لصديقه: إني أحبك، والأخ يقول لأخته: أنا أحبك، والأخت تقول لأخيها: أنا أحبك.
وهناك معنى آخر للحب وهو ميل قلب الشخص لغيره من الجنس الآخر، وهذا النوع لابد أن يكون مصحوبًا بنوع من الميل إلى التواصل الجسدي.
وهناك نوع ثالث من معاني الحب، وهو الإعجاب الذي يعد أولى خطوات حب الميل القلبي.
وتصريح الشاب أو الفتاة لغيره بالحب الذي معناه الميل القلبي، لايجوز قبل الزواج، لأن الميل القلبي يقتضي الميل التواصل الجسدي.
وكلام الخاطب مع مخطوبته قبل الزواج؛ جائز إن كان بالمعروف، مشيرًا إلى أن المشاعر التي تكمن داخل نفس الإنسان لا يحاسب الإنسان عليها، بخلاف السلوك والتصرفات التي يترجمها الشخص بناءً على هذه المشاعر.
وهذه المشاعر الكامنة في قلب الإنسان لابد أن يتم إحاطتها بإطار شرعي وأخلاقي؛ حتى لا يحدث تجاوز جسدي أو لفظي، على الشاب والفتاة بتأجيل التصريح بالحب قبل الزواج، معللًا بأن تكرار التصريح قد يؤدي إلى ضياع القيم التي يجب الحفاظ عليها أثناء فترة الخطبة.