أخبار

مبتكرة دواء شهير لإنقاص الوزن: يجب تناوله مدى الحياة

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

سورة في القرآن يكرهها الجن ولا يتواجد في بيت تقرأ فيه

سورة الأنعام .. نزولها أبهج رسول الله وفند حجج المشركين ولهذا حفها 70ألف ملك بالتسبيح

الحياء.. مفهومه وكيف نطبقه؟

دعاء الخوف من شخص أو عند التعرض لظلم

احذر هذا الشخص.. بماذا أوحى الله لنبيه داود عليه السلام؟

حتى تكون مع الذين "على هدى من ربهم".. ماذا تفعل؟

الله يحب أن تلح عليه في الدعاء فلا تمل منه حتى يستجيب لك

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها ضاعف الله له الخير وجنبه كل الشرور ..ما هي ؟

متى تأتي المصيبة؟.. وهل هي ابتلاء أم نتيجة لأعمالنا؟

بقلم | أنس محمد | الخميس 15 فبراير 2024 - 05:25 ص

 ربما يتساءل البعض عن الحكمة من نزول المصيبة أو الابتلاء على العباد؟، وهل هي ابتلاء إلهي يمتحن به عباده لكي يختبر صبرهم ورضاهم؟ فلذلك يبتلي به الأنبياء، أم أنها نتيجة لما نفعله من معاص وذنوب؟، ووقتها فلماذا يبتلي الأنبياء؟.

 

يقول العلماء تفسيرا لقوله تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، أي ما يحل بكم من مصائب الدنيا فإنما تصابون به عقوبة لكم على ما اجترحتم من السيئات والذنوب والآثام، وما عفا الله عنه في الدنيا، أو أخذ به فإنه لا يعاقب عليه في الآخرة، ولذلك فإن الله تعالى اتصف بالرحمة وتنزه عن الظلم.

 

يقول ابن عطية في تفسيره : روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى أكرم من أن يُثَنِّيَ على عبده العقوبة إذا أصابته في الدنيا مصيبة بما كسبت يداه . رواه أحمد

 

وقال الحسن : معنى الآية في الحدود: أي ما أصابكم من حد من حدود الله تعالى.. فإنما هي بكسب أيديكم، ويعفو الله سبحانه وتعالى عن كثير، فيستره على العبد حتى لا يحد عليه .

 

وفي حديث صحيح، عن البخاري في صحيحه: باب: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل. وفي الترمذي عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه.

 

والابتلاء معناه الاختبار والامتحان كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً [الأنبياء: 35] فالأنبياء هم أكثر ابتلاء واختباراً، وذلك لعلو منزلتهم، وقوة إيمانهم ورفعة مستواهم.

 

فلا تعارض ابتلاء العبد من قبل الله نتيجة لما كسبت أيدي العباد، وبين ابتلاء الأنبياء والصالحين، لرفع درجاتهم، لأن معنى الآية أن من ارتكب ذنباً فعوقب عليه في الدنيا بإقامة الحد عليه أو مصيبة تصيبه، فهذا من كسب يده، أي بسببه هو، ولن يعاقب عليه مرة أخرى في الآخرة، لأنه نال جزاءه في الدنيا.

 

وأما ما أصاب الأنبياء فهو للابتلاء وزيادة الأجر، ولتأُسي المؤمنين بهم.

 

ويقول ابن كثير رحمه الله؛ أي: مهما أصابكم أيها الناس من المصائب؛ فإنما هي عن سيئات تقدَّمت لكم، ويعفو عن كثير من السيئات، فلا يُجازيكم عليها؛ بل يعفو عنهـا، ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [فاطر: 45]، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يصيب المسلم من نَصَب ولا وصب ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمٍّ، حتى الشوكة يشاكها إلا كَفَّر الله بها مــن خطايـاه)) .

 

 ويقول ابن عاشور رحمه الله: إن من المصائب التي تصيب الناس في الدنيا ما سلَّطه الله عليهم؛ جزاءً على سوء أعمالهم، وإذا كان ذلك ثابتًا بالنسبة لأناس معيَّنين، كان فيه نذارة وتحذير لغيرهم ممن يفعل من جنس أفعالهم أن تحل بهم مصائب في الدنيا جزاء على أعمالهم؛ زيادة في التنكيل بهم، إلا أن هذا الجزاء لا يطَّرد، فقد يُجازي الله قومًا على أعمالهم جزاءً في الدنيا مع جزاء الآخرة، وقد يترك قومًا إلى جزاء الآخرة.

 

مضامين تربوية

 

الابتلاء سنة كونية له مضامين تربوية يريد أن يلعمها لنا الله عز وجل، فما يُصيب الإنسان  إنما هو بسبب ما ارتكبته الجوارح من المعاصي والذنوب، وجاء ذلك مؤكدًا في عدة آيات: منهــا قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]، وقوله: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 79]، وقوله: ﴿ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ ﴾ [الشورى: 48]، وقوله: ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]، وقوله: ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴾ [غافر: 21].

 

 هذه الآيات الكريمات تؤكد سنة كونية عامة لا تتغيَّر ولا تتبدَّل بأن ما يصيب الإنسان من مصائب ونكبات وبلاء هو بسبب ذنوبه ومعاصيه؛ ولذلك يجب على المسلم الحذر ثم الحذر من ارتكاب المعاصي والذنوب، ومخالفة أوامر الله تعالى.

 

 كما أن ما يصيب الإنسان هو السبب الرئيس فيه تقصيره في جنب الله تعالى، إما في عدم اتِّباع أوامره أو في عدم اجتناب نواهيه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44]، وقـال تعالى: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، وقوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [آل عمران: 182]، وقـوله سبحـانه: ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 51]، وقوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 

فمن طبيعة الإنسان الفرح والسرور عند حصول نعمة وصحَّة وأمن وراحة واطمئنان، ومن طبيعته أيضًا الضجر والقنوط وكفران النعمة عند حصول المرض وضيق عيش حتى إن كان هو المتسبِّب فيه بسبب ما ارتكبه من معاصٍ وذنوب؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ ﴾ [الروم: 36].

 

وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15، 16].

 

 

 

لذلك يجب على الإنسان العودة الصادقة إلى الله تعالى في العُسْر واليُسْر، وأن يحاسب نفسه على تقصيره وتفريطه، ويُسارع بالتوبة والإنابة والندم على ما فرَّط في جنب الله، كما يجب عليه شكر الله تعالى على ما أنعم به عليه من صحَّة وعافية.

 

فعن صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر؛ فكان خيرًا له)).

 



الكلمات المفتاحية

متى تأتي المصيبة؟ هل الابتلاء سنة كونية أم نتيجة أعمالنا الحكمة من الابتلاء ابتلاء الأنبياء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled ربما يتساءل البعض عن الحكمة من نزول المصيبة أو الابتلاء على العباد؟، وهل هي ابتلاء إلهي يمتحن به عباده لكي يختبر صبرهم ورضاهم؟ فلذلك يبتلي به الأنبيا