يسأل أحدهم (هل لو قلت استغفر الله العظيم عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون.. أو لو قلت استغفر الله العلي العظيم عدد حبات الرمل.. تحسب لي بعددها فعلا؟).
هذا الأمر بالفعل حقيقة، وهو من الأمور التي أكرم الله عز وجل عباده المستغفرين بها، إذ يردد المرء لمرة واحدة الاستغفار فيقول (أستغفر الله عدد حبات الرمال، وورق الأشجار، وقطر الأمطار)، أو يقول (سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته) فينال بها العبد الأجر بعدد ما دعا، لا ينقص منها شيء، ذلك أن الله عز وجل يعلم وحده عدد كل ما كان وكل ما سيكون وعدد حبات الرمل وورق الشجر وقطرات الماء مهما كانت، فإذا قال العبد سبحان الله عدد خلقه فكأنه سبح الله بعدد جميع مخلوقاته وهكذا.
فضل عظيم
ليس في قول المرء: (استغفر الله العظيم عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون) أو (سبحان الله وبحمده عدد ما كان وعدد ما يكون، وسبحان الله عدد الحركات والسكون)، أو (سبحان الله عدد حبات الرمال وقطرات الماء وورق الشجر) أو (أستغفر الله عدد حبات الرمال، وورق الأشجار، وقطر الأمطار) من حرج، فهي كلمات لو وزنت بأي شيء مهما كانت لكفت هي.
فقد روى الإمام مسلم وغيره من حديث جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: «ما زلت على الحال التي فارقتك عليها»، قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته».
اقرأ أيضا:
كيف تستعد ارمضان من الآن؟.. تعرف على أهم الطرق والوسائلصيغة أيسر
وهذه الصيغ في التسبيح أو الاستغفار إنما جاءت للتيسير على المسلمين، وأيضًا اكتساب فضل أعظم وأكبر، وقد وردت هذه الصيغة في التسبيح ، أيضا ، ومعها زيادة التحميد ، والتكبير ، والتهليل ، والحوقلة.
عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص عن أبيها أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: «أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل فقال سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق والله أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك».
والاستغفار من الأذكار المطلقة ، التي ينبغي على العبد أن يلازمها في كل حين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم».