أخبار

مبتكرة دواء شهير لإنقاص الوزن: يجب تناوله مدى الحياة

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

سورة في القرآن يكرهها الجن ولا يتواجد في بيت تقرأ فيه

سورة الأنعام .. نزولها أبهج رسول الله وفند حجج المشركين ولهذا حفها 70ألف ملك بالتسبيح

الحياء.. مفهومه وكيف نطبقه؟

دعاء الخوف من شخص أو عند التعرض لظلم

احذر هذا الشخص.. بماذا أوحى الله لنبيه داود عليه السلام؟

حتى تكون مع الذين "على هدى من ربهم".. ماذا تفعل؟

الله يحب أن تلح عليه في الدعاء فلا تمل منه حتى يستجيب لك

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها ضاعف الله له الخير وجنبه كل الشرور ..ما هي ؟

أفضل ما تصلح به قلبك وتطهره.. عبادة تؤجر بها وترفع بها قدرك

بقلم | أنس محمد | الاحد 04 فبراير 2024 - 12:55 م


من أفضل العبادات التي تطهر بها قلبك من الحسد، وترفع بها قدرك ومقدارك بين الناس، الصلح بين المتخاصمين، فالصلح بين الناس لا يقوم به إلا الكريم، الذي وهبه الله نعمة وموهبة المقام الرفيع، الذي يستطيع من خلاله أن يقنع به غيره بالنزول على رأيه والإصغاء لكلمته، ومن أفضل ما نجاهد به في الرأي هو الصلح بين المتخاصمين.

والإصلاح بين المؤمنين إذا تنازعوا واجب لا بد منه؛ لتستقيم حياة المجتمع، ويتجه نحو العمل المثمر، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9]، كما أنه امتثالا لأمر الله، قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].

 والصلح بين المتخاصمين من مقتضيات الأخوة، ولوازم التقوى، وبه تستمطر الرحمات من الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10]، فرحمة الله قريب من المحسنين الذين يصلحون بين الناس؛ إذن: الإصلاح نوع من أنواع الإحسان، ولهذا يأتي بمعنى الإحسان؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

اقرأ أيضا:

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

 والصلح بين الناس من كمال إيمان العبد، لأنه يمنع الاحقد والضغينة، وعكس الصلح الإفساد؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56]،لذلك كان من علامات المنافقين ووسمهم؛ السعي في الفساد، ومحاربة الإصلاح، ثم ادعاء خلاف ذلك؛ كما أخبر الله عنهم: ﴿ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 11]، بينما حقيقتهم قوله: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 12].

 وعبادة الإصلاح هو ما يُميِّز أهل الإيمان في زمن الغربة؛ فورد عن زيد بن مِلْحَةَ - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الدين ليَأْرِزُ إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأس الجبل. إن الدين بدأ غريبًا ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي).

 وقال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 142]، و(أَصْلِح) هنا تدل أيضًا على معنىً آخر لطيف للإصلاح ألا وهو الرفق.

 والإصلاح معناه يدل على حسنه، فكم من فساد انقلب بالإصلاح إلى صلاح؛ لما يحدث فيه من التسامح والعفو أو التراضي بوجه من الوجوه.

 قال الفضيل: (إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلًا فقل يا أخي اعفُ عنه فإنَّ العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو ولكن أنتصر كما أمرني الله – عز وجل - قل: فإن كنت تحسن تنتصر مثلًا بمثل، وإلَّا فارجع إلى باب العفو فإِنَّه باب أوسع؛ فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله، وصاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور).

 فالإصلاح من أعظم الخيرات، كما أن عواقبه كلها خير: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128].

والإصلاح منبعه النفوس السامية والهمم العالية؛ ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج بنفسه ويسعى للإصلاح بين الناس، فعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: (اذهبوا بنا نصلح بينهم). وذلك امتثالا لأمر الله، قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]. وهو في الآية جاء قرين الأمر بالمعروف، وفي موضع آخر جاء بمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117].

 وثواب الإصلاح كبير وفيه من الأجور والخيرات والفضائل الشيء الكثير، كذلك فإن في تركه خسران كبير وشر مستطير؛ فقد جاء عن أبي الدرداء – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى، قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة)، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنها لا تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.
 فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا. أنظروا هذين حتى يصطلحا. أنظروا هذين حتى يصطلحا).

فالصلح بين المتخاصمين يعمل على نشر المودة محل القطيعة، والمحبة محل الكراهية، ولذا يستباح الكذب في سبيل تحقيقه، قال ابن بابَوَيْه: (إن الله - عز وجل - أحب الكذب في الإصلاح، وأبغض الصدق في الفساد).

 وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط و- كانت من المهاجرات الأول اللواتي بايعن النبي صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيرًا وينمي خيرًا).

فالإصلاح بين الناس يغرس في النفوس فضيلة العفو، لا سيما بين الأقارب، وآكدُ ذلك ما كان بين الأزواج، كما قال تعالى: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴾ [النساء: 128]، ومما يؤكد فضل الإصلاح وعظم مكانته تقدُّمه في الذكر على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع أنَّ طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أجلُّ قدراً وأولى أهمية وفضلا؛ ذلك حين قال تعالى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1]، كل ذلك تنبيها وبيانا لأهمية الإصلاح.



الكلمات المفتاحية

الصلح بين المتخاصمين وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا الصلح بين الناس

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled من أفضل العبادات التي تطهر بها قلبك من الحسد، وترفع بها قدرك ومقدارك بين الناس، الصلح بين المتخاصمين، فالصلح بين الناس لا يقوم به إلا الكريم، الذي وهب