ورد سؤال إلى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من رجل يسأل: "هل لاستخدام فرشاة الأسنان نفس أجر وفضل السواك؟ وماهو فضل وثواب استعمال السواك كونه سنة نبوية".
وأجاب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قائلا: " فإن السواك من السنن النبوية الثابتة التي ورد في فضلها والحث عليها أحاديث كثيرة : منها ما روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاةٍ) ، و ما روى النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ).
وأضاف مجمع البحوث الإسلامية على موقعه الرسمي بأن هذه الأحاديث تشمل كلَّ آلةٍ يتم بها تنظيف الأسنان، إذا تحقَّق بها المقصود، ونوى السنة بذلك، وسواء تم ذلك بعود الأراك، أو عود الزيتون، أو النخيل أو فرشاة الأسنان حيث يتحقق بها دَلْك الأسنان وتنظيفها.
ويدل على ذلك: أولاً: أن كلمة "السواك" في أصل معناها اللغوي تطلق على عملية "دلك الأسنان" بغض النظر عن الآلة التي تستعمل في ذلك ، كما نص على ذلك ابن الأثير و غيره.
ثانياً: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على " عود الأراك " ، بل كان يتسوك به - وهو الغالب - وبغيره أيضا.
كما رواه البخاري عن عائشة في استعماله صلى الله عليه و سلم سواكاً من الجريد.
اقرأ أيضا:
فرض غرامة على المشتري الذي يتأخر فى السداد.. هل يجوز؟ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أمر بالسواك لم يحدد لأصحابه شجرة معينة تؤخذ منه ، وكانت العرب تستاك بأشياء كثيرة، و لذا قال الفقهاء به: قال ابن عبد البر الفقيه المالكي : " وَكَانَ سِوَاكُ الْقَوْمِ : الْأَرَاكَ ، وَالْبَشَامَ ، وَكُلَّ مَا يَجْلُو الْأَسْنَانَ وَلَا يُؤْذِيهَا وَيُطَيِّبُ نَكْهَةَ الفم : فجائز الاستنان به ".
وقال النووي : " وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَاكَ بِعُودٍ من أراك ، وبأي شئ اسْتَاكَ ، مِمَّا يُزِيلُ التَّغَيُّرَ : حَصَلَ السِّوَاكُ ، كَالْخِرْقَةِ الْخَشِنَةِ ". ولم يقل أحد من أهل العلم ، فيما نعلم ، إن السواك قاصر على "عود الأراك".