أخبار

هل يجوز للمحدث حمل المصحف ولو بحائل؟

يساعد على إنقاص الوزن.. 3 فوائد لتناول شاي البابونج

بشرى لمرضى ارتفاع ضغط الدم.. حبة واحدة تنقذ الملايين حول العالم

استعن على عجزك وبلائك بالصبر والصلاة

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟

لو عايز ربنا يقف جنبك وينجيك من الظلم والمخاطر.. الزم هذا الذكر

المعوذتان خير رقية .. تعرف على سبب نزولهما

استحضر قبلك.. تنفيسات إيمانية عند نزول المصيبة

"وهموا بما لم ينالوا".. منافقون دبروا مكيدة للنبي ففضحهم القرآن

احرص على هذه الأدعية تحصن نفسك وتحفظها من السحر

صفية بنت عبد المطلب.. منحة ربانية في بيت النبوة

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 06 سبتمبر 2022 - 12:39 م

كانت صفية بنت عبد المطلب ليست مجرد عمة للنبي آمنت به صلى الله عليه وسلم فقط، ولكنها كانت منحة ربانية في بيت النبوة، اجتمع فيها من الصفات ما هون عليه صلى الله عليه وسلم أذى المشركين من قريش، فكانت العمة والصاحبة والمعين والمجاهدة والأم.

وصفية بنت عبد المطلب بن هاشم، الهاشمية القرشية، هي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وابنة خالته في نفس الوقت، لأن أمها كانت هالة بنت وهب أخت السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم، ذلك لأن عبد المطلب تزوج من هالة بنت عبد المطلب، وتزوج ابنه عبد الله من أختها آمنة بنت وهب، أي أن الأب والابن تزوجا من أختين شقيقتين.

والسيدة صفية هي أم الزبير بن العوام، وشقيقة حمزة بن عبد المطلب، وأمها هي هالة بنت وهب، أخت آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ذكرنا، وكان زوج صفية الأول هو الحارث بن حرب أخو أبو سفيان، فلما مات، تزوجها العوام بن خويلد، أخو السيدة خديجة بنت خويلد، فأنجبت له الزبير والسائب، وعبد الكعبة.

إسلامها


أسلمت صفية بنت عبد المطلب، ثم هاجرت مع ابنها الزبير، وروت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعاشت حتى خلافة عمر، وتوفيت في عام عشرين للهجرة، وكان عمرها ثلاثٌ وسبعون سنة، ودُفنت في البقيع.

ويقال إنها هي الوحيدةُ من عمات النبي صلى الله عليه وسلم التي أسلمت كما ذكر ذلك الذهبيُّ، فقال : "والصَّحيحُ أنه ما أسلم من عمَّاتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - سواها، ولقد وَجَدتْ-أي حزنت- على مصرع أخيها حمزة وصبرتْ واحتسبتْ، وهي من المهاجراتِ الأول، وما أعلمُ هل أسلمتْ مع حمزة أخيها أو مع الزُّبير ولدها.

كانت صفية يوم الخندق في حصنِ حسَّان بن ثابت، قالت: وكان حسانُ معنا في الذرية فمرَّ بالحصن يهوديٌّ فجعل يطيف بالحصن والمسلمون في نحورِ عدوِّهم، ثم ساقتِ الحديث، وأنها نزلتْ وقتلتِ اليهوديَّ بعمودٍ. فروى هشام عن أبيه عنها قالتْ: أنا أولُ امرأةٍ قتلتْ رَجُلاً وتقول: "كان حسَّانُ معنا، فمرَّ بنا يهوديٌّ، فجعل يطيف بالحصن، فقلتُ لحسَّان: إنَّ هذا لا آمنه أنْ يدلَّ على عورتنا، فقُم فاقتله، قال: يغفرُ الله لك، لقد عرفت ما أنا بصاحبِ هذا، فاحتجزتُ وأخذتُ عموداً، ونزلتُ فضربتُهُ، حتى قتلته.

وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالتْ: لمَّا نزلتْ:{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}(214) سورة الشعراء. قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقالَ: (يا فاطمةُ بنتُ محمد، يا صفيةُ بنتُ عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملكُ لكم مِن اللهِ شيئاً، سلُوني من مالي ما شئتُم )، فاستجابت صفية لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأسلمت هي وابنها الزبير.

اقرأ أيضا:

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟

 وهي القائلةُ تندبُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - :

عين جودي بدمعــة وسهــــود ***** واندبي خير هالـك مفقـود
واندبي المصطفى بحزن شديد ***** خالط القلب فهو كالمعمود
كدت أقضـي الحياة لمـــا أتــاه ***** قدر خط في كتاب مجيــد
فلقــد كــــان بالعبـــاد رؤوفـــا ***** ولهم رحمة وخير رشيـــد
رضي الله عنـه حيـــاً وميتـــاً ***** وجزاه الجنان يوم الخلود
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: لما قُبض النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خرجت صفيةُ تلمع بردائها، وهي تقول:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة ***** لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب

وكانت من السابقين الأولين، وقد عانت من أذى قُريش وعدوانها، كما عانى غيرها من المؤمنين.

الأم الحازمة


كانت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها مُربيةً حازمة، حيث قامت بتربية الزبير بن العوام تربيةً عظيمة، فقد كان صغيراً عندما مات أبوه، وترك لصفية مسؤولية تربيته، فكانت على قدر تلك المسؤولية، فربته على خشونة العيش، وتحمل المتاعب، ودربّته على الفروسية والقتال، وكانت تقسو عليه وتضربه بشدة في بعض الأحيان، فلما عاتبها أحد أعمام الزبير قائلاً بأن ضربها للزبير ليس ضرب أم لولدها، بل هو ضرب امرأة كارهة له، ردت عليه قائلة: "مَن قَال أبغَضتُهُ فَقَد كَذَب، وإنَّما أَضربُهُ لِكَي يَلِبْ، وَيَهْزِمَ الجَيشَ وَيَأتِي بِالسَّلَبْ، وفعلاً فقد أصبح الزبير فارساً من فرسان الإسلام وبطلاً من أبطاله.

المجاهدة والشجاعة


كانت صفية -رضي الله عنها- امرأة صابرةً مُجاهدة، فقد شاركت في الجهاد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكانت في غزوة أحد تسقي الماء وتبري السهام، فلما رأت انهزام بعض المسلمين، أخذت من أحدهم رمحاً وانطلقت تقاتل به، وتقول: "ويحكم انهزمتم عن رسول الله؟" فلما رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- خاف عليها أن ترى أخاها حمزة مقتولاً، وقد مُثِّلَ بجسده، فأمر الزبير أن يوقفها، لكنها كانت تعلم بما حدث لحمزة، فلما رأته قالت: "إنَّ ذلك في الله، لقد رضيت بقضاء الله، والله لأصبرنَّ ولأحتسبنَّ إن شاء الله".

وفي غزوة الخندق كانت صفية مع النساء في حصن المدينة المنورة، وكان اليهود يحاصرون الحصن ويحاولون اختراقه، فقام أحدهم بالتسلق على الحصن، حتى أطل على النساء، فلما رأته صفية قامت إليه بكل شجاعة، وضربته بالسيف حتى قطعت رأسه، ورمته على اليهود، فخافوا وانهزموا ظناً منهم أن في الحصن رجالاً مقاتلين.

وكانت صفية تخرج إلى ساحات القتال تسقي المجاهدين وتداويهم وتحمل معهم السيف عندما يحتم عليها المشهد ذلك.

وفجأة وهي تقاتل بالسيف في مقدمة الصفوف إلى جوار رسول الله، رأت عن بعد جسد أخيها (حمزة بن عبد المطلب) وسط أجساد المجاهدين الطاهرة ولما همت بالإسراع إليه لفحصه وإلقاء نظرة الوداع عليه رآها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال لابنها الزبير: "ردها عن رؤيته" .

فقال الزبير لأمه: يا أماه، إن رسول الله يأمرك أن ترجعي، فدفعته في صدره وقالت: ولم؟ وغضبت للتمثيل بجثة شقيقها في أول الأمر غضباً شديداً، ثم عادت وصبرت واحتسبته عند الله الذي لا تضيع ودائعه وقالت: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ودعت دعاء الصابرين: "إنا لله وإنا إليه راجعون" . ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفنه مع عبد الله بن جحش ابن أخته وأخيه في الرضاعة .

وكان للسيدة صفية صولات وجولات مشهودة في علاج المجاهدين وتضميد جراحهم، والتخفيف عنهم نفسياً ودفعهم إلى المزيد من التضحيات بعد الاستشفاء، وفي غزوة خيبر قامت صفية بتخصيص خيمة مع عدد من النساء المسلمات لتقديم الخدمة الطبية للمقاتلين في سبيل الله، وهي بذلك صاحبة أول مستشفى ميداني بمفهوم العصر الحديث، وقد حدد لهن الرسول صلى الله عليه وسلم نصيباً من الغنائم اعترافاً بهذا الدور الكبير، لكنها كانت عفيفة النفس زاهدة في متع الدنيا، فلم تكن تريد مالاً ولكنها تتطلع إلى الجزاء الأوفى من الله عز وجل .

وعاشت صفية بنت عبد المطلب عزيزة كريمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الخلفاء الراشدون قدرها، ويعترف الصحابة الكرام رضي الله عنهم بفضلها، انتقلت إلى جوار ربها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين من الهجرة، بعد أن بلغت من العمر أكثر من سبعين عاماً: فصلى عليها عمر ودفنت بالبقيع .

الكلمات المفتاحية

صفية بنت عبد المطلب آل بيت النبوة عمة النبي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كانت صفية بنت عبد المطلب ليست مجرد عمة للنبي آمنت به صلى الله عليه وسلم فقط، ولكنها كانت منحة ربانية في بيت النبوة، اجتمع فيها من الصفات ما هون عليه ص