من الأشياء المنتشرة بين الشباب حاليًا ارتداء (السلاسل والأساور)، وذلك على الرغم من أن الأجيال السابقة لم تكن تعرف مثل هذه الأمور على الإطلاق؟.
اتخاذ الرجال السلاسل أو الأساور للزينة لاشك لا يجوز، سواء أ كانت من الفضة أم من غيرها من المعادن كالبلاتين وغيره ، لما فيه من التشبه بالنساء، فكل ما اختص به الرجال شرعًا أو عرفًا منع منه النساء، وكل ما اختصت النساء به شرعًا أو عرفًا منع منه الرجال، أما المرأة فيجوز لها أن تلبس من الحلي ما تشاء، مما جرت عادة النساء بلبسه، سواء كان ذهبًا أبيض، أو أصفر، أو فضة، أو أحجارًا ثمينة، أو غير ذلك، ولا ينبغي أن يبلغ ذلك حد الإسراف.
لفت للانتباه
أيضًا إذا كانت المرأة ترتدي الكثير من الحلي الملفتة للنظر، بغرض (لفت النظر فعليًا) إليها، فإن الأمر فيه قول آخر، إذ لا يجوز ذلك، لأنه ليس من أخلاق المسلمين ولا طباعهم عرض زينتهم بالشكل الذي قد يثير الفتن أو يقلب المواجع على الفقير، وفي ذلك يقول الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغني: «وَيُبَاحُ لِلنِّسَاءِ مِنْ حُلِيِّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْجَوَاهِرِ كُلُّ مَا جَرَتْ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ، مِثْلُ السِّوَارِ وَالْخَلْخَالِ وَالْقُرْطِ وَالْخَاتَمِ، وَمَا يَلْبَسْنَهُ عَلَى وُجُوهِهِنَّ، وَفِي أَعْنَاقِهِنَّ، وَأَيْدِيهِنَّ، وَأَرْجُلِهِنَّ، وَآذَانِهِنَّ وَغَيْرِهِ، فَأَمَّا مَا لَمْ تَجْرِ عَادَتُهُنَّ بِلُبْسِهِ، كَالْمِنْطَقَةِ وَشِبْهِهَا مِنْ حُلِيِّ الرِّجَالِ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ، وَعَلَيْهَا زَكَاتُهُ، كَمَا لَوْ اتَّخَذَ الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ حُلِيَّ الْمَرْأَةِ».
اقرأ أيضا:
انشغالي بالعمل يجعلني غير حريص بالسنن والمستحبات..هل علي إثم؟يجوز.. لا يجوز
أيضًا لا يجوز للرجل له أن يلبس شيئًا من الذهب -أبيض أو أصفر-، لما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي، والنسائي وصححه الألباني عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل أحل لإناث أمتي الحرير والذهب، وحرمه على ذكورها»، كما رُخص للرجل في ربط السن ونحوها بالذهب إذا احتاج لذلك، لما روى أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد حسنه النووي عن عرفجة بن أسعد قال: «أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية، فاتخذت أنفا من ورق فأنتن علي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ أنفًا من ذهب».
وأما الفضة فيجوز للرجل اتخاذ خاتم منها باتفاق الفقهاء؛ لأنه صلى الله عليه وسلم اتخذه، ففي الصحيحين عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من فضة، ونقش فيه محمد رسول الله.