من آفات اللسان التي انتشرت بحكم العادة في غياب لتوعية والدين السباب والشتائم واللعن بأقبح الألفاظ.
وهذه السلوكيات تعكس حالة من الفوضى في التربية والبعد عن أخلاق الإسلام.
ليس المؤمن باللعان:
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن كامل الإيمان بتنزهه عن الوقوع فيما يغضب الله ومن هذا الشتائم والسباب واللعن ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ .
كما جاء عن جابرِ بن سُليمٍ رضي الله عنه، أنه قال لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: اعهَد إليَّ، قال: " لا تسُبَّنَّ أحدًا "، قال: فما سبَبتُ بعدَه حُرًّا ولا عبدًا، ولا بعيرًا ولا شاةً. وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وإن امرُؤٌ شتَمَك وعيَّرَك بما يعلَمُ فيك، فلا تُعيِّره بما تعلَمُ فيه، فإنما وَبالُ ذلك عليه".
الشتائم سبب للنزاع والشقاق:
ولاشك أنه وبنظرة بسيطة لأسباب النزاع والخلاف بين الأفراد نلحظ اك كثيرا من هذا كان بسبب لفظة نابية أو كلمة احشة أو أسلوب رديء تكلم به أحد الأشخاص مع الآخر كانت سببا في تهييج النفوس واستثارتها فإن من أعظم أسباب إيغار الصدور وإيقاع العداوة بين الناس سلاطة اللسان وإطلاقه فيهم بالسب والشتم، وقد يجر إلى الوقوع في الكبائر كما حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ. قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ ".
سب الآخر ظلم يعود عليك وزره:
ومن عقوبات اللعن والسب لمن لم يستحق هذا أن ذلك اللعن ويعود عليك وزره، فمَن سَبَّ مَن ليس أهلا للسباب رجع القول عليه، عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: إِنَّ رَجُلًا نَازَعَتْهُ الرِّيحُ رِدَاءَهُ - أي: إنه كان ماشيًا، فنازعته الريح وهو يشدُّ رداءه -عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَعَنَهَا، فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا مَأمُورَةٌ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، رَجَعَتْ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ".
سباب الأموات:
وإذا كان اللعن محرما للغير من الأحياء فينسحب الأمر كذلك على الموات فقد فارقونا من دار إلى دار وعليهم من الله ما يستحقون إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ".
وعن زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعتُ رَجُلًا عندَ الْمُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تَسُبُّوا الْأَموات، فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ ".
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ذُكرَ عندَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هالِكٌ (ميت) بسوءٍ فقالَ : " لاَ تذْكروا هلْكاكم إلاَّ بخيرٍ".
كل هذا يبين عاقبة السب واللعن للغير سواء من الأحياء أو الأموات او الدواب وسواء لم ستحق أو لا .. والمؤمن الحق هو الذي يربل بنفسه ويعف لسانه ويلا يتكلم إلا بالخير.