تسأل إحداهن أنها تشعر بنزول بعض الإفرازات منها بدون أي شهوة أو علمها، فكيف تتعامل مع هذا الأمر، وهل يستوجب الغُسل؟.
هذا الأمر يتطلب زيارة طبيبة مختصة، لمعرفة السبب، وإن كان بعض الأطباء يرون أن هذا النوع من الإفرازات المهبلية أمر طبيعي خصوصًا عند اقتراب موعد الدورة الشهرية، أو انتهائها، ويمكن أن يدل على وجود عدوى فطرية، لذا يجب استشارة طبيب مختص.
أما إذا كانت هذه الإفرازات لها لون يميل إلى الأحمر، فوجب الاهتمام لأنها قد تكون مرتبطة بفترة الحيض أو الحمل، أو والعياذ بالله سرطان الرحم.
لكن السائل الذي يوجب الاغتسال فهو عند الشهوة الكبرى حين بتدفق ويعقبه فتور، ولا يمكن عادة أن يخرج بدون شعور إلا إذا كان الشخص نائمًا فربما خرج من غير شعور، ويجب منه الغسل، لقوله تعالى: «وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ» (المائدة:6)، وهو بالنسبة للمرأة أصفر رقيق، وقد يكون أبيض.
المذي
أما المذي فيمكن أن يخرج من غير شعور، وهو كما وصفه أهل العلم ماء أبيض رقيق لزج شفاف يخرج عند الشهوة الصغرى لا بدفق، ولا يأتي بعده فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه، والواجب غسله والوضوء منه ولا يجب منه الغسل، لحديث الإمام علي كرم الله وجهه قال: «كنت رجلاً مذاءً، فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: فيه الوضوء»، وهو ما فسره الإمام النووي رحمه الله في قوله: «والمذي ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، ويكون ذلك للرجل والمرأة، وهو في النساء أكثر منه في الرجال».
وعلى هذا فإذا وجدت الفتاة أو غيرها ما ذكر في السؤال عند حصول الشهوة الصغرى فإنه يعتبر مذياً يجب غسله، وينقض الوضوء سواء خرج بعد الشهوة أو أثناءها ولو لم تشعر بخروجه، وننبه هنا إلى أن الشهوة الصغرى التي تسبب خروج المذي هي التي تنشأ غالباً عن مقدمات الجماع أو النظر أو التفكر فيما يثير الغريزة.
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟بغير شهوة
إذن خروج المذي بغير شهوة لا يوجب الغسل بل يوجب الوضوء ؛ والدليل قول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: « إذا فضحت الماء فقد وجب الغسل»، ويجب أن يفرق الإنسان بين الأشياء التي تخرج من السبيل ، فليس كل خارج من السبيل منياً يوجب الاغتسال.
بل هناك المذي والودي والإفرازات التي تخرج من المرأة، فيجب أن يعلم الإنسان الفرق بين هذه الأمور ويميز بينها ، فإن المذي والودي لا يوجبان الغسل ، وإنما يوجبان الاستنجاء والوضوء، لما ثبت في الصحيح من حديث علي رضي الله عنه قال : كُنْتُ رَجُلا مَذَّاءً ( كثير المذي ) فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ : فِيهِ الْوُضُوء.