تتتشر ظاهرة الموتوسيكلات في كثير من المجتمعات، وتشاهد الكثير من الفتيات والنساء يركبنها، وهو أمر لا غبار فيه، إذا كان الرجل زوجًأ أو أبًا أو أخًا أو ابنًا.
لكن بعيدًا عن ذلك مثل زوج الأخت، فلا يجوز بأي حال الركوب خلفه، لأنه ليس من المحارم، كما لا يجوز الاختلاء في مكان ما، مهما كان السبب، ولا يجوز أيضًا الجلوس أمامه بملابس شفافة، أو ملابس النوم، أو ملابس غير شرعية، ذلك لأنه أجنبي عنك، وليس من محارمك كالأب أو الأخ.
في الصحيحين، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يخلونَّ رجلٌ بامرأةٍ إلا ومعها ذو مَحْرَم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي مَحْرَم»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونَّ بامرأة ليس معها ذو مَحْرَم منها، فإن ثالثَهما الشيطان».
التبسط في الكلام
للأسف قد تنجر فتاة ما أو امرأة ما للتبسط في الحديث مع زوج أختها، فيكون بداية للوقوع في مصاب أكبر، وقد رأينا حوادث عديدة في الصحف تتحدث عن خيانة أخت لأختها في غرفة النوم، والبداية لاشك تكون من خلال الاستلطاف أو الانبساط في الحديث، ثم حوارات على مواقع التواصل الاجتماعي، فتكون الطامة الوقوع فيما حرم الله، وبالتالي فإن أخذ الاحتياط واجب جدًا، وليكن زوج الأخت محرمًا وبعيد تمامًا عن شقيقات زوجاته، حتى لا يحدث أي وقوع في المحظور، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والصفوة المختارة من البشرية.
قال تعالى: «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا» (الأحزاب: 32)، فاللهُ تعالى الذي خلَق الخلْقَ يعلمُ أن في صوتِ المرأة حين تتكسَّر وتترقق في اللفظ ما يُثِير الطمع، ويهيج الفتنةَ، وإذا كان ذلك مع خيرة البشر، فكيف بنا نحن؟.
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟قلوب مريضة
في زماننا هذا كثر أصحاب القلوب المريضة، التي تُثار وتطمع في كل امرأة أو فتاة، ولا يوقفها أي حرام أو صلة قربى، لذلك وضع الإسلام حدًا في هذه العلاقات، يبدأ من منع المُصافحة باليد.
إذ تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «والله ما مسَّتْ يدُه يدَ امرأةٍ قط»، فيما روى الطبراني في المعجم الكبير، عن مَعْقِل بن يَسَار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأنْ يُطعَن في رأسِ أحدكم بمِخْيَط من حديدٍ، خيرٌ له من أن يمسَّ امرأةً لا تحلُّ له»، وبالتالي إذا كانت المصافحة لا تجوز، فإن الحديث في التليفون أو مواقع التواصل غير مسموح أكثر، ذلك أن مثل هذه الأمور قد تكون الباب الذي يدخل منه الشطان للإيقاع بهم، ولا نشعر بالندم إلا بعد فوات الأوان.