هل الغناء أو الاستماع إليه حرام؟
الغناء ينقسم إلى من أمرين، الأول هي الكلمات، وهذه تنقسم لقسمين.. (كلمات هادفة أخلاقية غير خادشة للحياء .. وهذه لاشك مباح سماعها )، وأخرى غير هادفة، وغير أخلاقية، وخادشة للحياء .. وهذه لاشك حرام سماعها.. أما الأمر الثاني فهو (المعازف)، وقد حرمها أهل العلم لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ».. إذن الحلال في تلك الأشياء ما كان منضبطًا بالأخلاق ويدعو إلى جيدها ولا يثير الشهوات المحرمة، أما عدا ذلك مما يدعو إلى سوء الأخلاق ويثير الشهوات فهو محرم.
إثارة الفواحش
ويبين أهل أن كلمات الأغاني إذا كانت مستساغة ولا تخالف الشرع أو تدعو لإثارة الفواحش أو إلى تعد على حدود الله، فإن الغناء في هذه الحالة من حيث الكلمات، جائز، فضلا عن أن من الشعر ما فيه نصرة للإسلام كمدح الحبيب والصحابة وآل البيت.
لكن يشدد العلماء على أن هذا الحكم يختلف عن الهيئة التي يظهر فيها المغني أو المغنية أثناء سرده للكلمات، بما يكون فيه من العري وكشف العورات التي أمر الله بسترها، ومن ثمّ فإن مثل هذا الأغاني التي تدعو صراحة أو ضمنًا إلى تعدي حدود الله، هي من الموبقات والآثام التي تكون على صاحبها ولا يجوز للإنسان أن يشغل وقته بسماعها أو مشاهدتها، ومن الأدلة على حرمة الغناء المصحوب بآلات العزف والموسيقى أو المشتمل على الفحش والفجور، قول الله سبحانه وتعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ» (لقمان: 6).
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟الغناء المباح
أما المباح من الغناء، فمن آلات المعزف التي أجازها الشرع للنساء؛ الضرب بالدف، إذ روي عن عبدالله بن بريدة أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم -ورجع من بعض مغازيه- فقالت: إني كنت نذرت إن ردك الله صالحًا (وفي رواية: سالمًا) أن أضرب عندك بالدف [وأتغنى]؟ قال: «إن كنت فعلت (وفي الرواية الأخرى: نذرت)، فافعلي، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي»، فضربت، فدخل أبوبكر وهي تضرب، ودخل غيره وهي تضرب، لكن هناك أدوات أخرى يحرمها الشرع، ففي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى اللهعليه وسلم قال: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة».