لا يمكن للمسلم أن يعيش منعزلا عن مجتمعه فهو شعلة نشاط يقوم ويصحح ويفهم ويتعلم ويعلم وهكذا يعم نفعه وينتفع الناس به لا أن يكون منزويا معزولا سلبيا غير متفاعل.
وأهم ما يشار في المسلم مجالات الخير التي تعود بالنفع على الغير وتدفع الشر عنهم، وهو بهذا يكسب حب الناس وحب الله فضلا عن أنه يحصل جنة ومرضاة الله وهو أفضل الهدايا على هذا الخير الذي يفعله مختارًا لقوله تعالى: ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) (سورة النساء، الآية: 114)، وقوله تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) (سورة الإنسان، الآية: 8)، ولعظمة فعل الخير ربط المولى عز وجل بين الصلاة والصدقة في قوله تعالى: (فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ).
أهداف العمل الخيري في الإسلام:
وأهداف العمل الخيري في الإسلام كثيرة ومتنوعة ومن أهم هذه الأهداف أنه يفعل طاقات الشباب الذي يقع عليهم مهمة كبيرة في إعمار الكون وذلك بالاستفادة من الطاقات الشابة، والقدرات البشرية، فالعمل الخيريّ تشكيلة من الطاقات والمهارات التي تتفاوت في قدراتها واتجاهاتها وآرائها وتسخيرها والاستفادة منها لخدمة المجتمع.
نشر الرحمة بين الناس:
وبلا من أن يحاصرهم المشاكل الاجتماعية ويكونون هم عبئا على المجتمع الأولى أن تفعل هذه الطاقات في العمل الخيري بنشر الرحمة والرأفة بين أفراد المجتمع المسلم، لقوله الرسول صلى الله عليه وسلم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» رواه أبو داود، والعمل الخيري في الإسلام لا يعتني بالإنسان فقط بل الحيوان يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» رواه البخاري.
مساعدة الفقراء والتربية على العطاء:
ومن أهداف العمل الخيري أيضا أنه يخلق مجتمع متجانسا ومتفاعلا يتربى على العطاء وإنكار الذات، تتحقق فيه معاني التكافل والتعاون ومبدأ الجسد الواحد، دون انتظار المقابل المادي، كما أنه يؤصل للتكافل الاجتماعي في أبهج صوره بين الفراد والمجتمعات والأسر والدول والشعوب لخدمة جوانب مختلفة سواء الخدمات العامة أو الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية.
التكافل الاجتماعي:
كما أنه راعي حق الضعيف حتى لا يتألم ويعمل على مساعدته وإخراجه من محنته دون إحراج بالمحافظة على كرامة الفقراء والمحتاجين، إذ تُقدم للمحتاج وخصوصا المتعففين منهم المساعدة قبل الحاجة لسؤال الناس لقوله تعالى:( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)