تسأل إحداهن (هل يجوز للمرأة أن تعمل سائقة (توك توك)؟).
الإسلام لم يمنع عمل المرأة، خصوصًا إذا كانت مضطرة إليه، ولطالما كان العمل حلالاً، وليس به أي شبهة فليس هناك أي ضرر من ذلك، وبالتالي فإن عمل المرأة كسائقة ليس به شبهات، طالما التزمت بحدود التعامل مع الناس الأغراب، وكان الهدف من عملها إعانة أسرتها أو المساعدة في احتياجات المنزل، فهي بذلك امرأة يشار لها بالبنان.
وقد ذكر ذلك القرآن الكريم أثناء حديثه عن ابنتي نبي الله شعيب عليه السلام، إذ كانتا يقومان بعمل المنزل، بعد أن كبر والدهما ولم يعد قادرًا على العمل، قال تعالى: «وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ» (القصص 23).
شروط العمل
إذن لا غبار على عمل المرأة، طالما كان هذا العمل حلالا، وكما ورد أن أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين كانت تساعد زوجها الزبير بن العوام في سياسة فرسه، ودق النوى لناضحه، حتى إنها لتحمله على رأسها من حائط له أي بستان على مسافة من المدينة، وقد يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عمل المرأة كما في تطبيب النساء وتمريضهن، وتعليم البنات، ونحو ذلك من كل ما يختص بالمرأة.
وبما أن (التوك توك) يلجأ إليه الكثير من النساء، فلا حرج أن تعمل عليه امرأة أيضًا، خصوصًا بعد أن زادت مؤخرًا عمليات التحرش، فقد ترى النساء في الركوب مع امرأة مثلها أمانًا أكثر من الركوب مع شاب أو رجل، وذلك على أن تلتزم أدب المرأة المسـلمة إذا خرجت من بيتها في الزي والمشي وطريقة الكلام والحركة: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ» (النور: 31).
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟الخضوع للقول
أيضًا على المرأة العاملة في العموم، ألا تخضع للقول، فإذا كانت سائقة، فقد يحاول أحدهم -من معدومي الضمير- أن يلقي بشباكه عليها، إلا أنها عليها الحفاظ على سمعتها ونفسها، بألا تمنحه أي فرصة لذلك، قال تعالى: «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا» (الأحزاب 32).
وهو خطاب موجه من الله سبحانه إلى نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهن إلى المسلمات كافة: أن لا يكون كلامهن بحضرة الرجال (غير المحارم والزوج) رقيقًا لينًا تظهر فيه أنوثة المرأة التي بها تميل قلوب الرجال وشهوتهم إليها، بل يكون كلامهن فصلاً غليظًا بغير رفع للصوت، ولا كثرة كلام، إنما يكون كلامها على قدر الحاجة، كالجواب المختصر على سؤال.