في الصيف كثيرًا ما ترغب الكثير من النساء في التعطر، لمنع الروائح الكريهة التي يجلبها الحر الشديد، خصوصًا إذا كانت امرأة عاملة، أو طالبة، وتضطر للخروج يوميًا، فهل هذا ينافي للشرع؟.. بالتأكيد عطر المرأة له رأي معروف عند غالبية الناس، وهو المنع.
فقد روى النسائي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية»، وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه استقبلته -أي في الطريق- امرأة متطيبة فقال: أين تريدين يا أمة الجبار؟ فقالت المسجد. فقال: وله تطيبت؟ قالت نعم. قال أبو هريرة إنه قال: أيما امرأة خرجت من بيتها متطيبة تريد المسجد لم يقبل الله عز وجل لها صلاة حتى ترجع فتغتسل منه غسلها من الجنابة.
أنواع العطور
يبين العلماء، أنه مع تقدم الزمن، واضطرار المرأة للخروج من المنزل بسبب عملها أو دراستها، باتت هناك أحكام تقسم ضرورة وضع العطر للمرأة خارج المنزل على ثلاثة أقسام، الأول (أن يكون مجرد كاتم للرائحة السيئة أو له رائحة بسيطة كمزيل العرق فهذا استعماله جائز بل هو مستحب، والدليل على ذلك (لا ضرر ولا ضرار)، وبما أن الرائحة السيئة ضرر فيجب قطعها عن الناس.. ثانيًا: (رائحة فواحة بقصد التطيب فقط فهذا استعماله للمرأة حرام لحديث : لا تشهد امرأة وضعت بخورا العشاء معنا )، ثالثًا: (رائحة فواحة بقصد إثارة الغرائز فهذا حرام أيضًا وذنبه أكبر من القسم الثاني لحديث : أيما امرأة وضعت طيبا ومرة بقوم ليجدوا من ريحها فهي زانية)، وإن كان زانية هنا للمبالغة وليست على الحقيقة.
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟لماذا الرجل؟
قد ترى بعض النساء فرقًا في تشريع مسألة العطر بينهن وبين الرجال، ولكن هناك في الشرع (أمر التسليم لله)، قال الله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا» ( الأحزاب: 36 ).
ويمكن بعد التسليم أن تلتمس الحكمة في هذا التفريق، فقد يكون ذلك ـ والله أعلم ـ لكون الغالب افتتان الرجل بالمرأة أكثر من افتتانها به، فهذا أمر شائع ويحصل كثيرًا ولو لم تتطيب المرأة، أو تتزين، فإذا تطيبت، أو تزينت كانت أعظم فتنة، ولذلك جاء التحذير من الافتتان بهن في كثير من النصوص ولم يرد مثل ذلك في حق الرجال، فقد روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء».