ينهى العلماء عن تغميض العين أثناء الصلاة، ويعدونه مكروهًا، لا يضر الصلاة، الصلاة صحيحة ولا يضر، فإذا أغمضت عينيك لا حرج في ذلك، بل قال بعض أهل العلم: إنه إذا كان أخشع لقلبك فلا بأس.
ولكن الأظهر والأقرب أنك لا تغمض، ويقال: إن هذا من فعل اليهود في صلاتهم، فالحاصل أن الأفضل لك ألا تغمض عينيك مطلقًا، وأن تجتهد في الخشوع من دون إغماض عينيك، هذا هو الأحوط والأقوى، ذلك أن الخشوع في الصلاة سبب الفلاح ودخول الجنة : قال الله تعالى :« قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ »، كما أن الخشوع صفة من صفات الأنبياء، يقول تعالى: « إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ».
من المكروهات
وقد أجمع غالبية العلماء على أن تغميض العينين في الصلاة من مكروهات الصلاة؛ إذ لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه فيها، ومن ثمّ فإن كان تفتيحها لا يخل بالخشوع فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق أو غيره مما يشوش عليه قلبه فهنالك لا يكره التغميض قطعًا، والقول باستحبابه في هذه الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة.
ويقول أحد العلماء: «إن تغميض العينين فى الصلاة من غير سبب مكروه، أما إذا كان هذا بداعى وهو أن صاحبها لا يستطيع الخشوع فى الصلاة إلا بإغلاق عينيه ففي هذه الحالة لا حرج عليه ولا يكون إغماض العينين مكروهًا».
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟أقوال العلماء
أما أقوال العلماء في هذا الأمر، فيقول الإمام العز بن عبد السلام في فتاويه بالجواز عند الحاجة إن كان ذلك أخشع للمصلي في صلاته ، ونص ابن القيم في زاد المعاد على أن الإنسان إذا كان أكثر خشوعًا بتفتيح العينين فهو أولى ، وإن كان أخشع له تغميض العينين لوجود ما يشغله عن الصلاة فإنه لا يكره قطعًا.
أما أهم ما يعين على الخشوع في الصلاة، هو ترك الفكر في الحياة الدنيا بكل ما فيها، مهما كان الأمر، وتدبر ما يقرأ المصلي من القرآن الكريم، وأهم ما يعين على ذلك هو الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه والاجتهاد في دعائه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء، وإذا علم الله منك الصدق في الإقبال عليه وطلب إصلاح قلبك وتحقيق الخشوع في الصلاة فإنه سيعينك على ذلك ويسهله عليك، كما قال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» ( العنكبوت: 69 ).