بعد زواجٍ دام 23 سنةً، وأثناء شجارنا تقول لي مهددة: سأجعلك تدور حول نفسك.. سأجعلك مثل الأحذية.. فما حكم ذلك في الإسلام؟.
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: مخاطبة الزوجة لزوجها بالعبارات المذكورة؛ سوء أدبٍ، منافيةً لمكانة الزوج واحترامه، وقد ورد في الشرع ترهيبٌ ووعيدٌ للمرأة التي تؤذي زوجها بغير حقٍ.
فعليها أن تتقي الله تعالى، وتكف عن التطاول على زوجها، وتعرف له حقه ومكانته.
أما أنت: فاعلم أنّ الحياة الزوجية في الغالب لا تستقيم بغير صبرٍ وتجاوزٍ عن الهفوات، وموازنةٍ بين الجوانب الحسنة والسيئة، وعدم الاندفاع وراء الانفعالات؛ قال تعالى:.. وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء: 19}.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.
قال النووي رحمه الله: أَيْ يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا، لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ، وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا، بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ، لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ، أَوْ جَمِيلَةٌ، أَوْ عَفِيفَةٌ، أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. انتهى.
وقال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - في الإحياء: والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء.
المركز قال في فتوى سابقة: نصّ أهل العلم على أنّ شتم المرأة زوجها، وتطاولها عليه بالكلام ليس من النشوز، لكنها تأثم بذلك، وتستحق التأديب، قال النووي -رحمه الله-: فَرْعٌ فِيمَا تَصِيرُ بِهِ نَاشِزَةً، فَمِنْهُ الْخُرُوجُ مِنَ الْمَسْكَنِ، وَالِامْتِنَاعُ مِنْ مُسَاكَنَتِهِ، وَمَنْعُ الِاسْتِمْتَاعِ بِحَيْثُ يَحْتَاجُ فِي رَدِّهَا إِلَى الطَّاعَةِ إِلَى تَعَبٍ، وَلَا أَثَرَ لِامْتِنَاعِ الدَّلَالِ، وَلَيْسَ مِنَ النُّشُوزِ الشَّتْمُ، وَبَذَاءُ اللِّسَانِ، لَكِنَّهَا تَأْثَمُ بِإِيذَائِهِ، وَتَسْتَحِقُّ التَّأْدِيبَ.
أمّا قول الزوجة لزوجها: أف بغير حق، فهو من جملة القول السيئ، وهو ليس بدرجة قوله للوالدين،
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟اقرأ أيضا:
انشغالي بالعمل يجعلني غير حريص بالسنن والمستحبات..هل علي إثم؟