تقول إحداهن إنها أقامت علاقة جنسية (غير كاملة) مع شاب، واستمر الأمر بينهم لفترات وأكثر من مرة، وهي الآن مخطوبة، فهل تبلغ خطيبها، حتى لا تكون قد غشته، أم تخفي عنه الأمر، خصوصًا أنه قد يفسخ الخطبة قبل الزواج، لو علم بذلك.. والحقيقة أن الأصل في الإسلام هو الستر، ومن ثمّ يقينًا، على كل إنسان (فتاة أو شاب) إذا وقع في المحظور أن يتوب أولا إلى الله عز وجل، ويحسن من توبته، فإذا أحسن أو أحسنت التوبة، تاب الله عليك تمامًا، ومن ثم تكمل طريقك وحياتك دون خوف.
هناك قصة قد يعرفها كثير من الناس، عن سيدنا ماعز بن مالك الأسلمي، وكان صحابي، إلا أنه وقع في الزنا، فنصحه صاحبه بضرورة أن يذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوقع الحد عليه، فلما سأل سيدنا أبي بكر وقص عليه ما فعل أمره بالستر والتوبة، فذهب إلى عمر بن الخطاب فأمره أيضًا بالستر والتوبة، إلا أنه مع ذلك أصر على الذهاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوقيع حد الزنا، فاستغرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لإصراره على ذلك، وبعد أن أقام عليه الحد أكد أنه بعد توبته (لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْقَمِسُ فِيهَا).
وجوب الستر
إذن الستر واجب في كل الأحوال، وبخاصة في الزنا، فإن كانت الفتاة أخطأت، فعليها التوبة، والإنابة إلى الله عز وجل، ولا تروي لأحد ما فعلت، فقد سترها الله، وها هي تحاول تفضح ستر الله عليها، فكيف ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حيدثه الشريف: «ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»، ويروى أنه صلى الله عليه وسلم قال لهزال الذي أشار على ماعز عندما وقع في الزنا أن يظهر أمره للنبي، فقال له النبي: «يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك»، وأما بخصوص ما تخشين منه من أمر الزوج، فعليكي أن لا تخبري زوجك أو خطيبك بما حدث معك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه البيهقي وغيره: «اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله».
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟الكذب الجائز
أوتدري عزيزتي الفتاة أن بعض العلماء ذهب إلى أنه يجوز للفتاة أن تكذب ليلة دخلتها على زوجها إن لم تكن فتاة بعد، بأن تبلغه أنها تعرضت لحادث أليم أفقدها عذريتها وليس لعلاقة جنسية، لأن البكارة تزول بأسباب كثيرة منها الوثبة الشديدة والحيضة الشديدة وغير ذلك، فعليها أن تخفي عليه بسبب من هذه الأسباب، وما ذلك إلا من باب الستر والتوبة التي أقرهما الإسلام، والتوبة ليست مجرد استغفار باللسان، ولكنها عمل مكون من شروط، وهذه الشروط هي العزم والندم الصادقان من المؤمن المذنب على ترك المعصية، وعدم العود إليها، ذلا لله وخوفا من عقابه،