شرب منيّ الزوج والادهان به.. هل يجوز؟
الجواب:
بداية، تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن التقليد الأعمى والتشبه بالكفار ومنتكسي الفطر هو ما أدى بكثير من الناس إلى مثل هذه الأمور بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية. نسأل الله السلامة والعافية فانتشرت الأفعال المحرمة، والأطوار الغريبة البهيمية والسادية، وغير ذلك مما تأباه الفطر السوية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه. رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه. وهذا الحديث من أعلام نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، يبين فيه -صلى الله عليه وسلم- حال كثير من هذه الأمة في اتباعهم سبيل غير المؤمنين، والتشبيه في المتابعة بقوله: حذو القذة بالقذة. وفي رواية: شبرا بشبر وذراعاً بذراع. كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي.
وتوضح أن استمناء الرجل بيد زوجته أو بأي مكان من بدنها لا شيء فيه، لأن الله عز وجل أباح له أن يتمتع بسائر بدن زوجته، سوى الدبر وسوى الفرج في فترة الحيض .
وتضيف: أما ابتلاع المرأة لمني زوجها فهو أمر منافٍ للفطرة السليمة والأذواق الرفيعة، وقد ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن المني نجس، وعلى رأيهم فلا يجوز ابتلاعه حتى على القول بطهارته، كما بينا حكم الادهان به، وأنه مما لا ينبغي أيضا مع أن من يرى نجاسة المني يمنع الادهان به، ويرى حرمته.
الحاصل:
وعليه، فلا يجوز تعمد شرب المني؛ لأنه مستقذر، والقول المفتى به عندنا طهارة المني, ولكن لا يجوز تعمد شربه؛ لما فيه من القذارة, ولا يؤثر شربه على صحة صلاته، وذهب كثير من أهل العلم إلى أنه نجس, كما ذهب بعضهم إلى أن من شرب نجاسة من غير ضرورة وجب عليه أن يتقيها، وإن لم يفعل مع إمكانه: فإنه يعيد الصلاة أبدًا، كما نص عليه فقهاء المالكية، وهم ممن يرى نجاسة المني، جاء في الشرح الكبير للدردير: وَلَوْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ نَجَسًا: وَجَبَ عَلَيْهِ عند كثير من أهل العلم أَنْ يَتَقَايَأَهُ إنْ أَمْكَنَ، وَإِلَّا وَجَبَ عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ أَبَدًا، مُدَّةَ مَا يَرَى بَقَاءَ النَّجَاسَةِ فِي بَطْنِهِ، فَإِنْ لَمْ يُمْكِنْ التَّقَايُؤُ: فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ لِعَجْزِهِ عَنْ إزَالَتِهَا.