أخبار

من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟

احذر.. هذه الأطعمة تسبب مرض الصدفية

دراسة: ضرب الكرة بالرأس يشكل خطرًا على أدمغة اللاعبين

«سبحانك تبت إليك».. كيف تاب الله على موسى؟

تقشعر لها الأبدان.. كيف ترد لنا الأرواح ونخرج للحساب؟

والله يحب المحسنين.. كيف تكون منهم؟

آيات قرآنية تحصن بها نفسك من السحر والجن

آيات الله في الكون.. لماذا جعل الله الهواء ملكًا له وحده بعكس الطعام؟ (الشعراوي يجيب)

آيات وأذكار لتهدئة روع الأطفال ووقفهم عن الصراخ

إذا كنت تفكر في التعدد.. اعرف الشروط أولاً؟!

كيف يكون العقم هبة من عند الله وليس ابتلاءً؟

بقلم | علي الكومي | الاثنين 01 اغسطس 2022 - 07:07 م

{ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً.. } [الشورى: 49-50]

يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: 

أول شيء أتى بالإناث، { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً.. } [الشورى: 49-50].

هبات الله أربع أنواع: إناث، وذكور، وإناث وذكور وعقم، لكن الناس لا تأخذ العقم على أنه هبة، لماذا؟ فيمكن أن يكون مثل الوالد الذي سيكون فتنة لأبيه ولأمه، ولو أن صاحب الحكم رضي بما قسم الله من هبة العقم، لرأى كل ولد في الكون ابنه، من غير أن يتعب في تربيته، أو الأم في رضاعة، لأنه رضا بهبة الله، ومادام كذلك، فيقول الله: لأجعلن من كل ولد لك ولدًا.

لماا قدم الإناث على الذكور؟

ثم تلاحظ أن الحق سبحانه قدّم الإناث على الذكور { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } [الشورى: 49] لماذا؟ لأن الإناث كان النوعَ المبغوض غير المرغوب فيه في الجاهلية { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [النحل: 58-59].

ولم ينته الأمر عند حَدِّ الكراهية للبنات، بل تعدَّاه إلى قتلهن ووأدهن كما قال سبحانه: { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } [التكوير: 8-9] ذلك لأن البنت ضعيفة لا تَقْوى على العمل ولا تشارك قومها في حروبهم المستمرة، وهي عِرْض ينبغي المحافظة عليه.

فلما جاء الإسلام غيَّر هذه الصورة تماماً، ورفع من شأن الأنثى، وجعل النساء شقائق الرجال؛ لذلك قدَّم هنا الإناث على الذكور { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } [الشورى: 49] ورقَّق قلوب هؤلاء الغلاظ نحو الأنثى، وحبَّبهم فيها وعلّمهم أنها وعاؤكم الذي خرجتم منه، فهي صاحبة فضل على كل ذكَر.

علَّمهم أن الأنثى لا يستقيم أمرها في مجتمعها إلا حين تُرْعى ويحافظ عليها ويهتم بها وليُّها؛ لأن كراهية الأنثى تحملها على الاعوجاج وتُرغمها على التخلِّي عن دورها، فالبنت حين يحبها أهلها ويكرمونها ويحنُّون عليها تتعود على الكرامة وعزة النفس ولا تقبل الإهانة من أحد، لأنها شبَّت على أنها غالية عند أهلها عزيزة لديهم، فلا يجرؤ أحد على التعدِّي عليها ولو بكلمة.

على خلاف البنت التي هانت على أهلها، وشبَّت بينهم على مشاعر الكراهية والاحتقار، فنراها تخون على نفسها، ونراها رخيصة تفرط في كرامتها وتستميلها ولو بكلمة.

ثم يُرقَّى الحق سبحانه عطاءه للعبد، فيقول { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً.. } [الشورى: 50] يعني: يزاوج بين النوعين، فيهب لك الذكور ويهب لك الإناث.

الحرمان من الإنجاب

{ وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } [الشورى: 50] يعني: يحرم هذه الهبة لحكمة أرادها الله. وحتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يتعالى أحد على أحد يُعلِّمنا ربنا عز وجل أن مسألة الإنجاب لا تؤثر على منازل العباد عند الله تعالى، فحين أهَب الذكور أو الإناث أو أزواج بينهما لا يعني هذا رضاي عن عبدي، وحين أحرمه لا يعني هذا سخطي على عبدي، إنما هي سنتي في خَلْقي أنْ أهبَ الذكور وأنْ أهبَ الإناث، وأنْ أجعل مَنْ أشاء عقيماً.

لذلك تجدون هذه السُّنة نافذة حتى في الرسل الذين هم أكرم الخَلْق على الله، فسيدنا لوط وسيدنا شعيب وهبهما الله الإناثَ، وسيدنا إبراهيم وهبه الله الذكور، وسيدنا محمد وهبه الله الذكور والإناث، فكان له عبد الله والقاسم وإبراهيم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.

إذن: لكم في رسول الله أسْوة حسنة. والذين يستقبلون أقدار الله في هذه المسألة بالرضا، ويرتفع عندهم مقام الإيمان والتسليم، ويؤمنون أن هذه هبة من الله حتى العقم يعتبرونه هبة، هؤلاء يُعوِّضهم الله، فحين ترضى مثلاً بالبنات وتُربِّيهن أحسن تربية، وتُحسن إليهنَّ يجعل الله لك من أزواجهن مَنْ يُعوِّضك عن الولد، وربما كانوا أبرَّ بك من الأبناء بآبائهم.

وتختتم الآية بقوله تعالى: { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } [الشورى: 50] والعليم يهب على قَدْر علمه بالأمور، وبما يصلح عبده وما لا يصلحه، فهو وحده سبحانه الذي يعلم أن هذا يصلح هنا، وهذا يصلح هنا، ثم هو سبحانه { قَدِيرٌ } [الشورى: 50] له القدرة المطلقة في مسألة الخَلْق، لا يعجزه شيء ولا تقيده الأسباب.

اقرأ أيضا:

من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟


https://www.youtube.com/watch?v=buMZdkoh_j8 

الكلمات المفتاحية

اسباب العقم علاج العقم كيف يكون العقم هبة من عند الله وليس ابتلاءً

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً.. } [الشو