الخداع صفة ذميمة ترفضها العقول السوية وتحرمها الشرائع .. هذه بعض صوره

بقلم | محمد جمال حليم | الخميس 22 اغسطس 2024 - 12:01 م

ما معنى أن تكون مخادعا ولا تؤدي النصيحة في وقتها وتخون من لجأ إليك وتضلل من استنصحك.. كل هذا لا يتناسب وما جاء به الإسلام.

عقوبة الخداع:

ومن وقع في خداع الناس وقع في ذنب عظيم يلزمه التوبة لأنه يعرض نفسه للعقوبة، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصنافا من أهل النار ومنهم: "وَرَجُلٌ لا يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ". ومعناه: الرجل الذي لا يمر عليه زمن من الأزمان ليلاً ونهاراً إلا وهو يريد خداعك في أهلك بفعل الفاحشة، وفي مالك بأخذه ظلماً.

الخداع صفة مذمومة:

والخداع صفة لا تتناسب مع الفطرة السوية ولا أخلاق العرب بل ولا الاخلاق عامة وذله جاء الإسلام بذمها والبعد عنها إذا تأملت هذه الصفة الخبيثة -صفة الخداع- لوجدت أنها لا تقوم إلا على ساق الكذب، وقد حرم الله الكذب: "وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ..".

من صور الخداع:

والخداع ل صور كثيرة أشهرها في التعاملات المالية وفي البيع والشراء وهو ما يعرف بالغش فالغش هو نوع من الخداع وهو محرم في ديننا؛ فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ عَلى صُبْرَةِ طَعامٍ، فَأدْخَلَ يدهُ فِيهَا، فَنالَتْ أصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ "قَالَ أصَابتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّه، قَالَ: "أفَلا جَعلْتَه فَوْقَ الطَّعَامِ حَتِّى يَراهُ النَّاس، مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا".

النجش من الخداع:

ومن الخديعة المحرمة النَّجش، وهو أن يزيد في سعر السلعة ولا يريد في الحقيقة شراءها بل يرد الإيقاع بالمشتري ليأخذها بسعر مرتفع، وفي النهي عن ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تناجشوا".

وإذا كان الرجل ممن لا يحسن البيع والشراء ويخاف الخديعة والظلم فإن له أن يشترط عدم الخديعة، عن عبد الله بن عمر، أنَّ رجلًا ذكر للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه يُخْدَع في البيوع، فقال: "إذا بايعت فقل: لا خِلابة".

قال النَّوويُّ: (معنى لا خِلَابة: لا خَدِيعَة، أي: لا تحلُّ لك خَدِيعتي، أو لا يلزمني خديعتك).