لا أستطيع ترك المواقع الإباحية والعادة السرية نهائيا، حاولت مرارا ولكن شهوتي أقوى مني، لم أستطع الصبر لمدة تزيد عن 3 أشهر في أحسن الأحوال، أحس بأنني شخص منافق، فأنا ملتزم دينيا أصلي الصلوات الخمس في جماعة، أصوم، أصلي، أقوم الليل. لكن ما الفائدة؟ فكلها هباء منثور لأنني من القوم الذين إذا خلوا بحرمات الله انتهكوها.
في كل مرة أقول هذه آخر مرة وأعود، أشعر أنني لو كنت أتناول مخدرات لكان أسهل بكثير أن أقلع عنها من إدماني على المحرمات، لأن هذه المشاهد لا يمكن محوها من مخيلتك أبدا.
بالفعل هذا الإدمان أخطر من إدمان المخدرات، ومن يقومون بإنتاج هذه المحرمات هدفهم نحن الشباب المسلم لأنه من خلال هذه الأفلام تقتل جيلا كاملا بدون شن حرب. أنا أعلم ذلك لكنني أعاني منها.
لي على هذا الإدمان 13 -14 عاما، وأنا أمارسها بشراهة، أتخيل في نفسي كيف سألقى الله. فهذه المواقع تقتل نور الإيمان داخلي، لقد دمرت نفسي بالفساد الجنسي الذي هو موجود اليوم على قارعة الطريق.
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: بداية نسأل الله أن يشرح صدرك، وأن يثبتك على ما يحب ويرضى، وأن يجنبك الزلل ومضلات الفتن، واعلم أخي الكريم أن مخافة الله ومراقبته والاستحياء منه هي التي تعصم العبد من الزلل، وهذا هو مقام الإحسان الذي سئُل عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. متفق عليه.
ومن العلاج العظيم أن تبادر بالتوبة والاستغفار، كلما عصيت ولا تيأس من روح الله، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وقد وصف الله المتقين فقال: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
قال النووي: (اعمل ما شئت فقد غفرت لك) معناه: ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك، وهذا جار على القاعدة التي ذكرناها. انتهى.
مركز الفتوى تابع قائلًا: ومن المهم المبشر أن تسوءك سيئتك، فبادر بالتوب بعدها وأكثر من العمل الصالح، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن. رواه أحمد وصححه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح، وأحمد وحسنه الألباني.
قال ابن تيمية: وأتبع السيئة الحسنة تمحها فإن الطبيب متى تناول المريض شيئاً مضراً أمره بما يصلحه، والذنب للعبد كأنه أمر حتم، فالكيِّس هو الذي لا يزال يأتي من الحسنات بما يمحو السيئات. انتهى.
وأما ما عمله العبد من الفرائض والأعمال الصالحة مخلصا فيه لله تعالى فنرجو الله أن يتقبله منه، وألا يحبط بسبب غلبة النفس على الوقوع في المعاصي، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بياض فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان: صفهم لنا جلهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.
فهذا الحديث حمله الهيثمي في الكبائر على من يظهر زي الصالحين في الملأ وينتهك المحارم في الخلوة.
فمن كان يتظاهر بالطاعات ويستحيي من الناس، وإذا خلا وحده لم يراقب الله تعالى ولم يستحي منه، يُخاف عليه من هذا الوعيد، وأما من كان يعمل الطاعات مخلصا لله فيها وتضعف نفسه أحيانا فيغلبه هواه وشيطانه ويكتم معصيته عن الناس فنرجو ألا يكون داخلا في هذا الوعيد.
اقرأ أيضا:
من نشرها دخل الجنة .. هل هذا من التقول على الله؟اقرأ أيضا:
انشغالي بالعمل يجعلني غير حريص بالسنن والمستحبات..هل علي إثم؟