تعاطي الحشيش يأخذ حكم الخمر ويجعل صلاتي غير مقبولة أربعين يوما.. هل هذا صحيح؟
بقلم |
محمد جمال حليم |
الجمعة 22 يوليو 2022 - 09:40 م
ما حكم تدخين الحشيش مع الصلاة: هل صحيح أن صلاتي غير مقبولة لمدة أربعين يوما؟ وهل حكمها حكم شارب الخمر؟
الجواب:
تبين لجنة التوى بإسلام ويب أن الواجب عليك أيها السائل أولا التوبة إلى الله -تعالى- مما فعلت من تعاطي تلك المخدرات، كما يجب عليك الحذر والبعد عن صحبة ذلك الفاسق، فإنك في هذه المرة إن كنت تعاطيت شيئا يسيرا من المخدرات، فلربما تأخذ منها الكثير بعد ذلك ثم تنتقل إلى الإدمان، فالحذر الحذر من صحبته.
وتضيف: أما الصلاة مع تعاطي المخدرات، فمن حيث الصحة وسقوط المطالبة بها، فصلاتك صحيحة بشرط أن تكون واعيا أثناء أداء الصلاة، ولم تصل إلى حد السكر. وإن كنت صليت وأنت سكران، فصلاتك باطلة، وتلزمك إعادتها. وأما من حيث القبول: فمتعاطي الحشيش يلحقه وعيد شارب الخمر في عدم قبول الصلاة أربعين يوما. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى: وَمَنْ ظَهَرَ مِنْهُ أَكْلُ الْحَشِيشَةِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ ظَهَرَ مِنْهُ شُرْبُ الْخَمْرِ؛ وَشَرٌّ مِنْهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ؛ وَيُهْجَرُ وَيُعَاقَبُ عَلَى ذَلِكَ كَمَا يُعَاقَبُ هَذَا؛ لِلْوَعِيدِ الْوَارِدِ فِي الْخَمْرِ؛ مِثْلَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا؛ وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا؛ وَحَامِلَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا}، وَمِثْلُ قَوْلِهِ: {مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ تَابَ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ فَإِنْ عَادَ وَشَرِبَهَا لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ تَابَ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَهَا لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ فَإِنْ تَابَ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَهَا فِي الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ؛ وَهِيَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ}. وقال أيضا: والسكران بِالْخمرِ والحشيش إِذا علم مَا يَقُول، فَعَلَيهِ الصَّلَاة بعد غسل فَمه وَمَا أَصَابَهُ. وَهل عَلَيْهِ أَن يستقيء مَا فِي بَطْنه؟ على قَوْلَيْنِ للْعُلَمَاء، أصَحهمَا لَا، لَكِن إِذا لم يتب فقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من شرب الْخمر لم تقبل صلَاته أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِن تَابَ؛ تَابَ الله عَلَيْهِ، وَإِن عَاد فِي الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة كَانَ حَقًا على الله أَن يسْقِيه من طِينَة الخبال، وَهِي عصارة أهل النَّار. اهــ. وتذكر أما صلاة المدخن، فمن المعلوم أن التدخين محرم؛ لما فيه من الضرر وتبذير المال، ولكن لا أثر للتدخين على صلاة المدخن من حيث عدم الصحة؛ لأن الدخان ليس من المسكرات، وشربه ليس من نواقض الوضوء، فصلاة المدخن صحيحة مع إثم التدخين.