يعاني الأبناء في هذا العصر من أمراض كثيرة نتيجة انزوائهم عن الاختلاط ورغبتهم في التعاملات الإليكترونية عن بعد.
التنمر الإلكتروني:
ومن أشهر ما يتعرضون له التوحد والانفصام عن الواقع ومن ثم رؤية الواقع بطريقة خاطئة يظهر هذا مع أول تعامل يجبرون عليه.
أيضا مما يتولد لدى الأطفال نتيجة لرغبتهم البعد عن العالم الحقيقي وحبهم للعالم الافتراضي ان يصابوا بالتنمر الذي يتعرضون له يصور مختلفة وبأساليب كثيرة ومتنوعة يصعب حصرها.
والتنمر في أبسط معانيه هو السخرية والاستهزاء بالغير والتقليل منه وتعمد إهانته بصورة أو بأخرى.
حكم التنمر في الإسلام:
ولما كان التنمر سلوكا اجتماعيا والإسلام ضبط هذه السلوكيات الأخلاقية بضوابط معينة فإنه وبطبيعة الحال عالج هذه الظاهرة أيا كان مسماه في كل عصر فقد نهى الله عن التنمر في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} "سورة الحجرات: الآية 11"
فقد أوضح ابن كثير في معنى الآية الكريمة أن بها نهيًا صريحًا من الله سبحانه وتعالى عن احتقار الناس والاستهزاء بهم لوجود مرض أو فقر أو أي صفة مختلفة أو غير مألوفة، فربما يكون الشخص الذي تمت السخرية منه له قدرٌ عند الله أعظم من الساخر، بل وربما يكون أحب لله من الشخص الذي قد تنمّر عليه.
أما في قول {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ} فقد أوضح ابن كثير أن معناها عدم الإيماءات التي توحي للآخرين بالاستهزاء بهم، سواءً كانت بالنظر أو بالحركة أو بالكلام.
وقال تعالى {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} أي لا تقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاؤون منها عندما يستمعون إليها.
تحذيرالنبي من التنمر:
أيضا ركزت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على دعم مكارم الأخلاق والبعد عن كل ما يعكر صفو المجتمع وبينت أن من صفات المسلم الأساسية أن يسلم الآخرون من أذاه، بل جعلت السنة هذه الصفة لأهميتها تعريفا للمسلم، بحيث لا تنفك عنه، ولا ينفك عنه، وإلا لما استحق وصف المسلم، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «المسلم: من سلم المسلمون من لسانه ويده” وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: “من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
علامات التنمر الإلكتروني:
وتبين الأمانة العلمية لإسلام ويب في مقال لها عن التنمر جاء تحت عنوان: "التنمر الإلكتروني وأثره على الأطفال" أن هناك بعد العلامات التي إن ظهرت على الطفل تعلم أنه تعرض للتنمر الإليكتروني ويلزم فورا التعامل معه بحكمة حتى يضره هذا.
وذكرت أن من هذه العلامات ما يلي:
الرغبة في التوقف عن استخدام الهاتف أو الكمبيوتر.
الشعور بقلق أو الترقب عند تلقي رسالة فورية أو رسائل نصية.
اعتكاف الطفل في غرفته لأوقات طويلة، ورفضه الجلوس على مائدة واحدة مع أسرته.
ظهور تغير واضح في سلوكه كتوتره، أو تعلقه الزائد بالأهل.
ظهور تغير في عادته اليومية كرفضه الأكل في مكان معين، أو المشي من طريق معين.
التراجع المفاجئ في مستواه الدراسي، وصعوبة تركيزه.
شكواه من أمور لم يكن ينتبه إليها أو يشكو منها كشيء في شكله، أو اسمه، أو مكان معين.
طول مدة سكوته، واكتفاؤه بإظهار الموافقة على كلام المتحدث سواء أكان صحيحًا أم خاطئًا.
كيف تتجنب التنمر الإلكتروني؟ ويمكن تجنب أثر هذا الوباء بترشيد استخدم الأطفال لوسائل التواصل الافتراضية وأيضا بدعم الجانب الأخلاقي لديهم وتعريفهم بأخلاقيات الإسلام بتحسين الخلق وابعد عن كل ما يزعج من علاقات غير سوية تضر ولا تنفع.