بقلم |
محمد جمال حليم |
الاحد 30 يونيو 2024 - 02:11 م
الرسول إنساناً قبل أن يكون نبيا.. وقد جاءت بعثته الشريفة عليه الصلاة والسلام متممة لهذه الجوانب الإنسانية عند البشر. ومن أظهر المواقف التي تبين النبي الإنسان أنه صلى الله عليه وسلم يدعو دائما لمراعاة حقوق الضعفاء كاليتامى والأرامل والمطلقات والأطفال والخدم وغيرهم. ونقف فى هذه السطور وقفة سريعة لاهتمام الإسلام ونبي الإنسان بالخدم الذين يساعدوننا فى قضاء حوائجنا.
إكرام الإسلام للخدم:
ومن المواقف النبوية التي أظهرت بوضوح اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بحقوق الخدم ورحمته بهم: موقفه مع أبي ذر رضي الله عنه الذي رواه البخاري في صحيحه عن المعرور بن سويد قال: (لقيتُ أبا ذر بالربذة (موضع قرب المدينة)، وعليه حُلَّة (ثوب) وعلى غلامه حُلة، فسألته عن ذلك فقال: إني ساببْتُ رجلاً، فعيرتُه بأمه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أعيَّرْتَه بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خَوَلُكُم (خدمكم)، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم) رواه البخاري.
العفو عن خطأ الخدم: ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أوصى بالعفو عن خطئهم. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة) رواه أبو داود . كما نهى صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الخادم. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعةَ نيل فيها عطاء فَيستجيب لكم) رواه أبو داود .
إعطاء الخدم حقوقهم: وألزم النبي صلى الله عليه وسلم المخدوم أن يُوَفِّيَ الخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو مماطلة. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجفّ عَرَقُه) رواه ابن ماجه . ولا شك أن الخادم أجير عند من يخدمه.