قلبي معك.
أقدر مشاعرك وأتفهم موقفك يا عزيزتي..
لم تذكري سبب رغبته في التطليق، وحرصه عليه هكذا لدرجة مغادرة البيت وهجرك وأولاده.
من حق أي طرف في العلاقة الزوجية أن يقرر عدم قدرته على الاستمرار في العلاقة، ولهذا شرع الله الطلاق، فكيف تريدين استمرار علاقة لا يريدها الطرف الآخر يا عزيزتي؟!
رفضه للعلاقة، يخصه، وهو ليس رفضًا لك، لو شعرت بهذا ستخففين ألم الوضع عليك، رفضه لا يوصمك ولا يهينك، أنت كنت خير زوجة ومع ذلك هو يريد التطليق، إذا، قدر الله وما شاء فعل، ولعله خير، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو خير لكم، فالتسليم لقضاء الله وقدره والقبول والرضى هو الحل، وليس رفضك للطلاق، وشعورك بالاهانة، أو نهاية العالم، أو..أو..أو
أما الأولاد فحالتهم النفسية تتبع حالتك، هلع الأم وحزنها ينتقل للأولاد مباشرة بوعي وبدون وعي، بقصد وبدون قصد، وكذلك تماسكها، ورضاها، وقبولها لأقدار الله مهما كانت تبدو في ظاهرها قاسية.
القبول للحدث القاسي فيه ثلاثة أرباع الحل، وأعرف أنه صعب يا عزيزتي، وصادم، ولكن القبول وطلب التعافي النفسي، والتأهيل النفسي لمرحلة ما بعد الطلاق، سيجعل كل الخير في حالتك، ووضعك، وسينزل على قلبك السكينة وربما بالفعل هو خير لك، من يدري؟!
لا شيء مضمون النتائج في هذه الدنيا، ونحن لا نعلم أين وفيم الخير لنا، "والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، يجب أن تعلمي هذا وتصدقي فيه، وتصدقي في نفسك، وفي عون الله لك، وأن الزواج لا يمنحك الوجود والقيمة وبانهياره تنهاري، وتفشلي، وتنتهي كإنسان، وأنثى، وأم.
أما أولادك فلهم حقوق مادية ومعنوية، ولابد أن يتدخل حكماء العائلة لديك ولدى زوجك في محاولة أخيرة للإصلاح، فإن فشلت فمن أجل ترتيب إعطاء هذه الحقوق، مادمت ترفضين الذهاب إلى المحكمة، ويجب أن يصل خبر سوء حالتهم النفسية ومحاولة الإبنة الانتحار له، بأي طريقة، لابد أن يعلم، ليقوم بواجبه كأب، فالأبوة لا تسقط بالتطليق الذي يصر عليه، والأبناء ليسوا "لعبة" يتلاعب بها أو ورقة ضغط أو أي شيء، بل ليس لهم محل من الإعراب نهائيًا في علاقتك الزوجية به سواء استمرت أم انتهت.
أسأل الله أن يقدر لك وأولادك الخير حيث كان ومع من كان، وأن يلهمك الوعي والسكينة والتماسك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.