انتشرت في الآونة الأخيرة جريمة أخلاقية كبيرة وهي جريمة الابتزاز الإلكتروني، ولهذه الجريمة صور متعددة لكنها تدور تحت طائلة الجاني والضحية.
أسباب جريمة الابتزاز:
ترجع جريمة الابتزاز الإلكتروني في المجمل لأسباب تتعلق بطرق التربية غير الصحيحة واطلاق الحرية للبنات والأولاد في استخدام واسل التواصل خاصة في سن المراهقة وهنا يلجا ضعاف النفوس والأخلاق للسيطرة على ضحاياهم باسم الحب الإعجاب ويتطور الأمر لطلب الصور الشخصية التي تكون بداية الطريق ثم تتطور بفتح الكاميرا والمكالمات غير المنضبطة التي تحتوي بلالا شك عل كلمات خارجة من الطرفين التي يتخذها الجاني وسيلة للضغط على الضحية.
الابتزاز معصية يلزم التوبة منها:
وجريمة الابتزاز الإلكتروني مهما كانت عظيمة فهي معصية يلزم التوبة منها قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وقد وروى الترمذي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله: يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني؛ غفرت لك ولا أبالي. يا ابن آدم: إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا؛ لأتيتك بقرابها مغفرة؛ فالابتزاز الإلكتروني المعصية التي لم تصل لحد الزنا، ليس لها عقوبة محددة شرعا دنيوية أو أخروية.
علاج الابتزاز الإلكتروني:
ويلزم لعلاج جريمة الابتزاز الإلكتروني التوعية الثقافية والدينية وبأهمية التربية الصحيحة والاستخدام الراشد لوسائل التواصل الاجتماعي والتذكير بعاقبة هذه المعصية وانه ربما تدور الدائرة على من يفعل هذا ويقع تحت طائلة الابتزاز هو الآخر له أو لأحد أفراد أسرته وما كان من الشاب من ابتزاز للفتاة، وأخذ مالها بغير وجه حق، يعتبر ظلما واعتداء، فإن تاب إلى الله عز وجل، قبلت توبته فيما يتعلق بحقه سبحانه.
ويمكن لاتقاء أذى هذه الجريمة قبل كل هذا الالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء، ففي سنن أبي داود عن عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شروره.