التعلم من أعظم ما يمكن أن يكتسبه المرء في حياته، ولكن ما هو أخير وأفضل ما يمكن أن يتعلمه المرء في حياته كلها؟.. العلماء يؤكدون في إجماع بأن أفضل ما يمكن أن يتعلمه المرء هو القرآن مستشهدين بقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «خيركم أو أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه».
ولهذا حرص الصالحون على تعلم القرآن وتعليمه، فاستثمروا في ذلك أوقاتهم وبذلوا جهودهم.
ويروى أن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كان يعلم الناس القرآن في مسجد البصرة مع كثرة مسؤولياته لأنه كان أمير البصرة في ذلك الوقت، فقد ذكر ابن سعد عن قتادة، عن أنس ابن مالك قال: «بَعَثَنِي أبو موسى الأَشْعَرِيُّ إلى عُمَرَ بن الخطاب، فقال لِي عُمَرُ: كيف تَرَكْتَ الأَشْعَرِيَّ؟ فقلتُ له: تَرَكْتُهُ يُعَلِّمُ الناس القرآن. فقال: أَمَا إِنَّهُ كَيِّسٌ (وفي رواية: أَمَا إِنَّهُ كَبِيرٌ) وَلا تُسْمِعْهَا إِيَّاهُ».
تعلم القرآن
إذن الخيرية الحقة في تعلم القرآن، ولكن كثيرًا من الناس لا يعلمون، وقد حث النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم على تلاوته كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء».
ومن تأمل هذا علم أن خير الناس من عاش مع القرآن متعلما ومعلما، كما بين المصطفى صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها».
وهذه الخيرية يستحقها العبد في الدنيا وفي القبر، وفي الآخرة، أما في الدنيا فلحديث أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم سواء، فليؤمهم أقدمهم هجرة».
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلاممنزلة قارئ القرآن
أيضًا ينال الإنسان فضل تعلم القرآن ليس في الدنيا فقط، وإنما في القبر والآخرة، وأما في القبر، فلما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهما أكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد».
وأما في الآخرة، فيروى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها»، ومن ثمّ فإنه لاشك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه هو الخير كله، والنفع كله، والفضل كله، كما بين الله عز وجل في قوله تعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ» (فصلت: 33).