المتتبع لهذا الدين الحنيف، سيجد العجب العجاب، إذ أن الله عز وجل لم يحملنا فوق طاقتنا بالفعل، فلم يجعل اليوم كله للعبادة، وإن كان يستطيع المسلم الفطن الكيس، أن يجعل كل ما يفعله لله، فيصير عبادة، ولكن المقصود هنا العبادة المفروضة، إذ قصرها على الصلوات الخمس، وهي لا تأخذ مجهودًا أو وقتًا كثيرًا، وإنما الأمر كله لا يتعدى النصف ساعة طوال اليوم، بينما باقي العبادات لا تأخذ أي وقت أو مجهود، على الرغم من أهميتها الشديدة، وهي (الذكر، والتسبيح، والاستغفار، وجبر الخواطر)، وهي عبادات ترتقي بالنفوس، وتنقي القلوب، فضلا عن أنها تساعد صاحبها على الحصول على مدد الله في كل شئون حياته اليومية.
عبادات سهلة
هذه العبادات سهلة جدًا، ولا تحاج لأي وقت أو جهد، فاحرص عليها، ستنال وتفوز بالكثير، رغم ذلك.. ومن هذه العبادات.. عبادة الرضا، بأن ترضى بما قسمه الله لك أيًا كان لأنه هو الأنسب لك في كل الأحوال، وعبادة جبر الخواطر، وهذه أيضًا عبادة سهلة وهي (كلمتين حلوين تكسب بهم قلوب الناس وتدخل السعادة على قلوبهم)، وعبادة قضاء حوائج الناس
وهذه تأتي لأغلبنا عندما يحتاجك البعض حتى تساعده للوصول لغايته أو لقضاء حاجة.. إياك أن تتأخر عن شخص ما طلب مساعدتك.. وعبادة الكلمة الطيبة، وهي من أفضل الصدقات، وهي مجرد (كلمة حلوة من لسانك يُشهد لك بها يوم الحساب)، وعبادة حسن الظن.
عليك أن تترك بواطن الأمور لله، لأن الله عز وجل هو الذي يحميك من الشر، وعبادة زكاة العلم، وهو أنك إذا سألك أحدهم عن معلومة قلها كاملة مثلما ساقها لك رب العالمين عن طريق أحدهم... ابعثها لكل الناس أفدهم بها.. فلا تحبس علمك لنفسك فقط.. وعبادة التفاؤل والأمل بالله، فالله عز وجل يقول: "أنا عند ظن عبدي بي".
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةعبادات مهجورة
هناك أيضًا عبادات غير معلومة أو يجهلها الكثير من الناس للأسف، رغم أهميتها في حياتنا اليومية، ومنها: عبادة ترك مالا يعنيك، وهي عدم التدخل في أي شيء لا يعنينا ونترك التحليلات والاستنتاجات التي تؤدي إلى سوء الظن.
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، وَإِنْ تَسْألُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْها وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ» (المائدة: 101/102).
وعبادة التغافل، وهي ألا تدقق كثيرا في عيوب غيرك لأنه من عاب شيئا على أحد وقع فيه وأصابه نفس العيب.. وعبادة الإمهال والصبر، بأن تتمهل وتصبر وتعطي المخطئ فرصة أخرى لعل وعسى أن تكون له مُعين.. وعبادة وقف الشائعات عندك، وهذه عبادة مهمة جدا بأنك إذا سمعت كلامًا سيئا عن أحد دعه يقف عندك.
وعبادة التبسم، ذلك أن تبسمك في وجه أخيك صدقة.. وعبادة إدخال السرور على قلب إنسان ما، سواء بلين المعاملة أو الصفح عنه أو التبسم له أو الهدية أو المعونة أو الكلمة الطيبة أو البشرى أو غيرها… وعبادة صلة الأرحام، وفيها يقول نبينا الأكرم صلى الله علية وسلم: «الرَّحمُ معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»، فكل السعادة لمن وصله الله الكريم، ومن وصله الله ملك الملوك فقد فاز في الدنيا والآخرة.