مرحبًا بك يا عزيزتي..
لاشك أن الزواج هو حق لك، ولاشك أن العمر ليس دليلًا قاطعًا على الرجولة والمسئولية والجدية، ولاشك أن ولدك من حقه أن ينعم بحياة مستقرة سواء كانت هذه الحياة معك أو مع والده.
لم تذكري شيئًا عن والد ابنك، فهل هو على تواصل جيد معه، أم منقطع، أم ماذا، وهل هناك امكانية أن يعيش ولدك معه أم لا أيضًا، أقول هذا لأن سن الحضانة ينتهي للطفل الذكر عند 15 عامًا ويمكنه بعدها أن يختار مع أي من والديه يعيش، وليست هذه دعوة للتخلي عن ولدك أبدًا، أو التضحية به وباستقراره، بل على العكس، أرجو ألا تفعلي أبدًا، ولا تتخلي عن أمومتك، فالأمومة يا عزيزتي نعمة وهبه لا يعوضها أي شيء.
الفارق بينك وبين هذا الشاب ليست المشكلة أنه هذه الاعوام العشرون، وإنما المرحلة العمرية نفسها، فهو في بدايات العقد الثالث وأنت في العقد الخامس وبعد أعوام ليست قليلة لن يكون الأمر في صالحك على الإطلاق، فهل فكرت في المستقبل أم أنك تريدين زيجة عابرة وغير مستقرة؟!
ما أود قوله أن العاطفة وحدها لا تكفي، واليسار المالي أيضًا لا يكفي، كل هذا ليس ضمانًا لاستقرار، ولا دليلًا على انسجام وتوافق وتناسب حقيقي بينكم.
فكري يا عزيزتي في المستقبل، هل ستسمحين أن تكوني زوجة أولى وهناك أخرى غالبًا، سيكون عريسك قد نضج وتغيرت معاييره، وربما يختار شابة أصغر منك تتناسب مع مرحلته العمرية وزمنه واحتياجاته؟!
هل ستتحملين فقد ولدك، فهو مراهق ومن الصعب اقناعه بأن يرضى بزوج لأمه يصلح أن يكون صديقًا لا أبًا نظرًا لقربه منه في العمر، ومن ثم ففقده احتمال وارد في ظل هذه الأجواء غير المتصالحة والمتوائمة؟!
أنت في حاجة لإعمال عقلك وحساب الخسائر والمكاسب المترتبة على الزيجة وعدمها حتى يمكنك اتخاذ القرار المناسب، الأقل في خسائره.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.