حب الخير للغير، ذلك الجهاد الذي لا تقدر عليه كل النفوس، إذ يتعين أن يكون المرء راضيًا تمام الرضا عما هو فيه، موقنًا في أن الله وحده سبحانه وتعالى وراء توزيع الرزق والنجاح والتوفيق، وإلا فإنه سيحمل ضغينة ما في نفسه، لذلك فإن غالبية العلماء إن لم يكن أغلبهم يعتبرون حب الخير للغير جهاد ليس كمثله جهاد.
ثبت في الصحيح عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله»، ولقوله تعالى: « وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ » (المائدة: 2)، ولما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
العون من الله
فعند الجهاد يكون الله في معية المجاهدين، الذين يخرجون في سبيل الله ويضحون بأنفسهم، وهكذا حب الخير للغير، لا ينتظر صاحبه مقابلاً، فيكون الله خير عوض لذلك.
في الصحيح عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
لذلك فقد اعتبرت مساعدة الغير من صحيح الإيمان، لأن الإنسان حينها يرمي كل ما فيه من صفات بشرية إلى الترقي إلى صفات الملائكة، وهو أمر ليس بالسهل.
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه».
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبرصفات المؤمنين
فإذا أردت عزيزي المسلم، أن تحمل أهم وأبرز صفات المؤمنين، فعليك أن تنقي قلبك ليحب الخير للناس، حتى لو كان لا يملك من حطام الدنيا شيئًا، فالمودة والمحبة والتعاون صفات يجب أن يتمتع بها المسلم، مهما كانت ظروفه، فلا يقول إن فقير، وكأن فقره يعطيه الحق في الحقد على الآخرين، وهذا ليس من الإسلام في شيء.
وفي ذلك، يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه»، ويقول أيضًا صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».