ربما يعرف أو يتخيل الكثير من المسلمين شكل الجنة وأوصافها كما وردت في السنة النبوية وكما جاء ذكرها في القرآن الكريم، وربما يعرفون عدد أبوابها، وأهل كل باب من أبواب الجنة، ولمن تفتح لهم، لكن ربما لا يتخيل كثير من الناس أوصاف أبواب الجنة، وشكلها، وماهي طولها وماهي شكلها، هل هي أبواب خشبية، أم أبواب من شيئ أخر، وكيف تفتح، ومن هم حراس هذه الأبواب.
وذكرت السنة النبوية، أوصاف وسعة أبواب الجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إن بين مصرعي الجنة مسيرة أربعين عامًا، أي أنه عندما يفتح باب الجنة فبين مصرعي بابها مسيرة 40 سنة كاملة، فتخيل مساحة هذا الباب وطوله وشكله.
وحَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فِيمَا سَمِعهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ الْجُرَيْرِي يُحَدِّثُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ، مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَإِنَّهُ لَكَظِيظٌ».
وقال الله تعالى "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73 الزمر).
فإن عدد أبواب الجنة ثمانية أبواب هي:
- باب الصالة: باب للمكثرين من الصالة.
- باب الريان: وهو خاص بالصائمين، ففي الصحيحين، عن سهل بن سعد،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة ثمانية أبواب، باب منها
يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم.
- باب الصدقة: للمتصدقين والزكاة.
- باب الجهاد: باب للمجاهدين في سبيل هللا.
- باب الحج والعمرة.
- باب الصلة "باب التوبة": وهو باب التوبة، فهو منذ خلقه الله مفتوح لا يغلق، فإذا طلعت الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلى يوم القيامة.
- باب الجهاد: من كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد.
وقيل هناك باب الوالد، للذين يبرون والديهم، وباب الضحى للذين يصلون
الضحى ويواظبون عليها.
دعاء يفتح أبواب الجنة الثمانية
ورد دعاء ثابت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من ردده بعد الوضوء تفتح له أبواب الجنة، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عن عُمَر رضي الله عنهما قَالَ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».
وقال الإمام النووي في شرح الحديث، إن عُقبة بن عامر رضي الله عنه أدرك يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا، وهو يقول ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه ثم يقوم، فيصلي ركعتين "سنة الوضوء" وهو مقبل على الصلاة بقلبه الخاشع، ووجهه الخاضع إلا استحق الجنة دون عذاب، فسر عقبة بهذه البشارة العظيمة، وتعجب من هذا الأجر الجليل على ذلك الفعل القليل، فقال لنفسه، وهو يسمعها: ما أجود هذه البشرى وما أعظمها.
من هو حارسها
قيل عند الكثير من العلماء إن "رضوان" هو حارس أبواب الجنة، واسمه هذا ليس ثابتا ثبوتا واضحا كثبوت مالك [يعني: خازن النار] لكنه مشهور عند أهل العلم بهذا الاسم، ورضوان من الرضا، فلن يدخل الجنة إلا من رضي الله عنه يوم القيامة.
اقرأ أيضا:
كل الأخطاء مغفورة عند الله.. إلا هذا الذنب