ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل من أفطر أيًامًا في شهر رمضان، يلزمه قضاءها قبل صيام الأيام السنة، أم يكتفي بإيقاع القضاء في شهر شوال، فيحصل على الثواب الموعود؟".
وأجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
لا نقول يلزمه، لكن الأفضل، أن تتم صيام شهر رمضان ثلاثين يومًا، ثم قضاء ما أفطرته من رمضان، ثم تصوم ستة أيام من شوال، حتى تجمع بذلك 36 يومًا.
لكن إذ صمت السنة من شوال قبل القضاء، فقد أجاز ذلك بعض العلماء ولا حرج في ذلك، لكن الأكمل أن تصوم 36 يومًا، ستة من شوال وشهر رمضان، سواء كان 30 أو 29 يومًا، فالله يعطيك ثواب الشهر كاملاً، وكأنك صمت الثلاثين.
اقرأ أيضا:
فرض غرامة على المشتري الذي يتأخر فى السداد.. هل يجوز؟هل يجوز الجمع بين نية صيام الستة البيض وقضاء رمضان؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "ما مدى مشروعية صيام ستة أيام من شوال -الستة الأيام البيض-؟ وما ثوابها؟ وهل يجوز الجمع بين نية صيامها وقضاء رمضان؟ وهل يشترط التتابع لصيام الستة البيض؟".
وأجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، قائلاً:
ورد عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه فيما رواه عنه مسلم في «صحيحه» عن النبي صل الله عليه وآله وسلم أنَّه قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»، فصيام هذه الأيام سُنة عند كثير من العلماء، يحتسب فيها المسلم مع صيام أيام رمضان كأنه صام العام كله، حيث إنَّه بذلك يكون قد صام 36 يومًا والحسنة بعشر أمثالها أي 360 وهي عدد أيام السنة.
كما لاحظ العلماء أنَّها تكون بالنسبة لرمضان مثل صلاة السنة البعدية مع الفريضة في الصلاة كما أن صيام شعبان مثل صلاة السنة القبلية مع الفريضة، وهذا يسدُّ الخلل الذي يقع في الفريضة، ويدل على قبول صيام رمضان إن شاء الله تعالى، لأن من علامة قبول الطاعة الطاعة بعدها، ويدل أيضًا على أن العبد لم يملَّ من الطاعة فبادر للصيام مرة أخرى بمجرد فطره يوم العيد، يوم الجائزة».
ولا يشترط تتابعها، فيمكن توزيعها على شهر شوال في الإثنين والخميس أو في الأيام البيض وسط الشهر، وإن كانت المبادرة بها بعد العيد أفضل.
وإن استطاع المسلم قضاء ما عليه من رمضان مما أفطر فيه قبل صيامها فهو أفضل لحديث «دَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى» متفق عليه، ويمكن الجمع بين نية القضاء ونية صيام الأيام الستة عند علماء الشافعية، ويمكنه أن يصوم الأيام الستة في شوال ويؤخر القضاء بشرط الانتهاء من أيام القضاء قبل حلول رمضان التالي.
ونية صيام الستة الأيام يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها ما لم يكن قد أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة بعامة، بخلاف صيام الفريضة الذي يجب أن تكون نيته قبل الفجر، والله سبحانه وتعالى أعلم.