رمضان يودع أحبابه فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر ساعات قليلة تفصلنا عن ذهاب الشهر الفضيل شاهدا لنا أو علينا شاهدا لكل من اجتهد واناب وصلى وقام وتصدق وذكر .. شاهد على قصر واهمل فرط واتكل وتهاون.
وتبان أحوال النسا يكون بحس الطاعة والنية في تحصيلها غير أنه ومع وداع الشهر قد تفتر الهمة وتسكن العزيمة ويترك أصحاب الطاعات طاعاتهم وهؤلاء يكونوا قد وقعوا في أزمة كبيرة تجعلهم متهمين بعدم تحقق التقوى التي هي الغاية من الصيام إذ لا بد من الاستقامة على الطاعة واعتبار رمضان فقط محطة وقود لشحذ الهمة لبقية العام.
أسباب الاستقامة على الطاعة بعد رمضان:
إن للاستقامة على الطاعة بعد رمضان أسباب يلزم تحقيقها إذ لا تكفي مجرد النية للاستقامة، بل لا بد من أن تشفعها بعمل جاد، واستقامة حقيقية آخذًا بأسبابها، وقد ذكرت الأمانة العلمية لإسلام ويب بعضها، وهي:
- صحبة الصالحين، وتغيير البيئة التي تحملك على فعل المعصية، وترك الواجب، وتبديلها ببيئة إيمانية صالحة، تعينك على طاعة الله تعالى.
- دوام الافتقار إلى الله تعالى، والضراعة إليه، ودعاؤه بإخلاص، وصدق أن يثبّتك على دِينه، وألا يزيغ قلبك.
- مجاهدة النفس بصدق؛ بحيث لا تستسلم لنزغات الشيطان، ولا لتسويلات النفس الأمّارة، واثقًا بأن العون مصاحب للمجاهد، كما قال الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
- الحفاظ على جملة من النوافل بعد الحفاظ على الفرائض؛ فإن النوافل، والحفاظ عليها سور بينك وبين ترك الواجب، وتضييع الفرض.
- إدامة قراءة القرآن بتدبّر، وخشوع، وإدامة الفكرة في أسماء الرب تعالى وصفاته. واستحضار أنه شديد العقاب، وأنه إذا غضب، لم يقم لغضبه شيء جل وعلا.
- الفكرة في الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، واستحضار أنه لا ينفع المرء بعد موته سوى ما يقدّمه من صالح عمله.
- البُعد عن كل سبب من شأنه أن يوقعك في المعصية، ويحملك على تضييع الواجب.