أنا خريجة آداب لغات شرقية، وعمري  28 عامًا، حصلت على الطلاق قبل 5 أعوام، ولم أمكث في زواجي سوى شهرين فقط، وتزوجت بدون زفاف بعدها مباشرة باندفاع وتهور ولم أكمل فحصلت على الطلاق مرة أخرى.

الآن، أنا حائرة بسبب تقدم رجلين لي، الأول أكبر مني بـ3 شهور، لم يتزوج من قبل، ولم يكمل تعليمه الجامعي، فهو حرفي يعمل في احدى الورش، والآخر محامي، أرمل، أكبر مني بـ 7 أعوام ويعول 3 أبناء.

تحدثت مع العريس، الشاب،  الحرفي،  وجرّح فيّ بشكل غير مباشر عندما سألني عن سبب طلاقي، وألمح أنني سأكبر في العمر وأنه ليس في صالحي، وفرصي ستقل، فبكيت، ولكنه لم يهتم ببكائي ولم يعتذر، وعندما صارحته أنني قلقة بسبب فارق التعليم بيننا، وتأثيره على تواصله مع الأبناء، كان رده أنني من سيربي الأولاد وهوسينشغل بالعمل!

أنا حائرة وخائفة، وغير قادرة على اتخاذ قرار.

ما العمل؟

الرد:

مرحبًا بك يا عزيزتي..

لاشك أن التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والمهني والثقافي مهم عند الزواج.

كلما كانت المسافات في هذه الأركان قريبة، وهناك مساحات مشتركة كلما كان أوفق وأكثر انسجامًا بين الزوجين.

الحرفي يا عزيزتي ليس معيوبًا، ولكن تناسبه فتاة قريبة من طريقة تفكيره وثقافته، ويفضل دائمًا أن يعلو الزوج في كل الأركان السابق ذكرها، لا العكس، حتى يمكن تجنب حدوث مشكلات دافعها الشعور بالنقص لدى الزوج.

المطلق والأرمل يا عزيزتي ليس معيوبًا، أيضًا، والمهم هو التوافق والانسجام في زيجته الجديدة، والتعافي من آثار زيجته السابقة.

فارق العمر كلما زاد لصالح الرجل كان أفضل للمرأة بلاشك على العموم، وهناك بالطبع حالات تنجح على الرغم من كون المرأة أكبر أو متقاربة في العمر مع الرجل لكنها حالات قليلة نادرة.

بقي أن أقول لك أن تجريح الشاب الحرفي وعدم اعتذاره أو اهتمامه ببكائك، مؤشر لغلظة لا يجب أن تمر هكذا، فهي علامة غير جيدة لاستجابته الشعورية غير المناسبة والمريحة.

الحل يا عزيزتي لتتغلبي على حيرتك، ومخاوفك،  هو أن تقتربي من نفسك، وتعرفي احتياجاتها، وترتبيها بحسب الأولوية،  وما يمكنك التنازل عنه، وما لايمكنك التنازل عنه، وعمل مصفوفة قرار تدونين بها مميزات وعيوب كل عريس، وتقارني هذه العيوب والمميزات مع احتياجاتك وأولوياتك وبعدها يمكنك اتخاذ القرار المناسب لك.

لا تتعجلي، وامنحي نفسك فرصة كافية للتفكير، كما وصفت لك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.

اظهار أخبار متعلقة

اظهار أخبار متعلقة