الله سبحانه وتعالى أرحم بعبده من أمه: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" .. فلما لا يرجى العفو من ربنا وكيف لا يطمع في حلمه.
فيا أيها العاصي وكلنا ذلك لا تقنط من رحمة الله بسوء أعمالك فكم يعتق من النار في هذه الأيام من أمثالك فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله هالك.
أسباب العتق:
ينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار وهي متيسرة في هذا الشهر.
1-كان التابعي أبو قلابة يعتق في آخر الشهر جارية حسناء مزينة يرجو بعتقها العتق من النار.
2- وفي صحيح ابن خزيمة: "من فطّر صائما كان عتقا له من النار ومن خفف فيه عن مملوكه كان له عتقا من النار.. فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين: ترضون بها ربكم وخصلتين: لا غناء لكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم:
-شهادة أن لا إله إلا الله.
- الاستغفار.
وأما اللتان لا غناء لكم عنهما:
- فتسألون الله الجنة.
- وتستعيذون به من النار.
فهذه الخصال الأربعة المذكورة في الحديث كل منها سبب العتق والمغفرة:
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهافوائد عن أسباب المغفرة:
1-فأما كلمة التوحيد: فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محوا ولا تبقي ذنبا ولا يسبقها عمل وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار ومن أتى بها أربع مرار حين يصبح وحين يمسي أعتقه الله من النار ومن قالها مخلصا من قلبه حرمه الله على النار.
2- وأما كلمة الاستغفار: فمن أعظم أسباب المغفرة فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره.
قال الحسن: أكثروا من الاستغفار فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة.
وقال لقمان لابنه: يا بني عود لسانك الاستغفار فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا وقد جمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله تعالى: " فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك".
وفي بعض الآثار: أن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار.. والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها فيختم به الصلاة والحج وقيام الليل ويختم به المجالس فإن كانت ذكرا كان كالطابع عليها وإن كانت لغوا كان كفارة لها فكذلك ينبغي أن تختم صيام رمضان بالاستغفار.
3- وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر.
4- فصدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث.. والاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث.
5- قال بعض العلماء المتقدمين: إن صدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة.
6- وقد قال عمر بن عبد العزيز في كتابه قولوا كما قال أبوكم آدم: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" .. وقولوا كما قال نوح عليه السلام: " وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين"..وقولوا كما قال موسى عليه السلام: " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي".. وقولوا كما قال ذو النون عليه السلام: " سبحانك إني كنت من الظالمين".