2000 ساعة صوتية من تسجيلاته الخارجية
الأسطي "فتوح الترزى" اقترح عليه الانضمام لرابطة القراء ..و"الصيفي" يدعوه للتلاوة أمام الإذاعة
ناظر الخاصة الملكية يدعو صاحب الصوت الذهبي لسراي عابدين من قريته عن طريق البوليس
"السادات" يصطحبه للقدس ليكون الشيخ المعمم الوحيد الذى سافر معه على طائرته الخاصة
لم يتوقف عن ممارسة لعبته المفضلة" الحكشة" فى أجران القرية على ضوء القمر
" رتيبة الحفنى " قالت عنه "تخت موسيقي كامل" و"عبدالوهاب" أطلق عليه لقب "الفتوة"
الشيخ مصطفي إسماعيل أحد أساطين التلاوة في مصر والعالم الإسلامى، وصفه البعض بأنه صاحب" الصوت الذهبي" وبأنه "قارئ الملوك" فى إشارة إلى أن ملك مصر السابق فاروق اختاره سنة 1943م ليحيي ليالي رمضان بقصر التين بالإسكندرية حتى أصبح قارئ الملك المفضل حتى انتهاء عصر الملكية عام 1952م، تربع على عرش التلاوة من عام (1943- 1978) عن جدارة واستحقاق ، حتى قال عنه البعض " إن تسجيلاته حقيقة كنز من كنوز الجنة".
الميلاد والنشأة
•ولد الشيخ مصطفي محمد المرسي إبراهيم الشهير بـ" مصطفي إسماعيل" في قرية ميت غزال بمركز طنطا في محافظة الغربية في 17 يونية عام (1905)لأب فلاح.
•ألحقه والده بكتاب القرية في سن (5 سنوات) فاستطاع حفظ القرآن بكتاب الشيخ " عبدالرحمن النجار".
•ثم انتقل إلى كتاب الشيخ " عبدالرحمن أبو العينين" حيث تعلم القراءة والكتابة وجزءا من القرآن.
•ثم انتقل إلى كتاب الشيخ " محمد أبو حشيش" وأتم الحفظ على يديه في العاشرة من عمره.
•تلقي علوم التجويد والقراءات على يد الشيخ إدريس فاخر فى السادسة عشرة من عمره قبل التحاقه بالمعهد الديني في طنطا ، لكنه لم يكمل دراسته به، وذاع صيته في قري الغربية والمحافظات المجاورة كقارئ واعد موهوب.
•في عام 1927 التقي الشيخ مصطفي إسماعيل بالشيخ محمد رفعت في مأتم أحد أعيان طنطا ومحافظة الغربية وهو حسين بك القصبي عضو مجلس الشيوخ وأمام كبار المسئولين فى الغربية والأعيان استمع الشيخ رفعت إلى القارئ الشاب الذى أجاد في هذه الليلة في التلاوة إجادة كبيرة.
•فلما انتهى الشيخ مصطفي إسماعيل من تلاوته بعد أكثر من ساعة ونصف صافحه الشيخ رفعت وقبّله وقال له:" انت صاحب مدرسة جديدة" ونصحه بمراجعة التجويد على يد شيخ كبير في المسجد بطنطا وعمره كان 22 عاما حتى تركه ولم يكمل دراسته به.
•التقي الشيخ محمد سلامة في أحد المآتم .. وحدث أن اعتذر الشيخ محمد سلامة عن الحضور فانفرد الشيخ مصطفي إسماعيل بدكة التلاوة ليلتها وسحر الجمهور بصوته وعبقرية أدائه ، وكانت الليلة الموعودة نقطة التحول الأولى في حياة هذا القطب القرآنى الفذ ، ولأن الموهبة مثل الشمس لايستطيع أن يحجبها أحد، فقد ذاع صيته في الغربية ووجه بحري بأكمله قبل أن ينتقل للقاهرة.
•في عام 1927م مات سعد زغلول زعيم ثورة 1919م وأقيمت السرادقات في مختلف المحافظات ودعي الشيخ مصطفي للقراءة فى دمياط وانطلق صوته ليستقر في القلوب بل فى أعماق القلوب، وأصر أحد المستمعين ويدعي الأستاذ محمد عمر صاحب المدارس المعروفة باسمه في دمياط على دعوة الشيخ مصطفي في منزله، وأعجب الشيخ بابنة الأستاذ ولم يفصح عن مكنون نفسه، وجاء في العام التالى يطلب الزواج من فاطمة محمد عمر ، وكان والدها قد توفي ، فخطبها من شقيقها الأكبر وتزوجها في الثالثة والعشرين من عمره، وأنجب منها 3 أولاد و3 بنات ، وكانت وش السعد عليه .
•افتتح مكتبا فى طنطا تولى إدارته شقيقه محمد إسماعيل وعرف طريقه لإحياء المآتم والليالي في القاهرة عام 1938م .
•لعبت الصدفة دورا مهما في شهرة الشيخ مصطفي إسماعيل، حيث ذهب إلى القاهرة لشراء بعض الأقمشة وإصلاح سيارته، وبالصدفة مر علي شارع الأزهر فقرأ لافتة مكتوبا عليها " رابطة تضامن القراء" وكان من عادته تفصيل ملابسه عند ترزى عربي اسمه " الأسطي فتوح" وكان معجبا بهذا الترزي ، ويأتيه من طنطا كلما أراد تفصيل الملابس ، وكان معجبا بالشيخ مصطفي إسماعيل وتوثقت بينهما الصداقة ، وكان يطلب منه الأسطى فتوح تلاوة القرآن فى منزله ، فقال له الشيخ إنه مر برابطة تضامن القراء ، ولم يكن يعلم بها ، وكان ذلك في أوائل عام 1943م فأشار عليه الأسطي فتوح أن يلتحق بهذه الرابطة.
•هناك التقي بالشيخ محمد الصيفي رئيس الرابطة وأعلن عن رغبته في الانضمام للرابطة، فطلب منه الشيخ "الصيفي" أن يقرأ عليه بعض آيات القرآن الكريم فقرأ عليه سورة الفجر فاستعذب صوته، فاختاره لإحياء ليلة الرابطة بالمسجد الحسينى للاحتفال بذكري المولد النبوي والذى سينقل على الهواء من مسجد الإمام الحسين وسيحييه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي لكنه تخلف، فما كان من الشيخ" الصيفي" إلا أن أجلس الشيخ مصطفي إسماعيل على دكة التلاوة ليقرأ ، فرفض المسئولون فى البداية لأنه غير معتمد فى الإذاعة لكنهم استسلموا لطلب الشيخ " الصيفي" لأنهم تعرضوا لمأزق غياب الشيخ "الشعشاعي" وقرأ لمدة نصف ساعة من سورة التحريم.
•وانطلق صوت الشيخ مصطفي إسماعيل عبر أثير الإذاعة لأول مرة على الهواء مباشرة ، وكانت تلك الليلة بداية عهد جديد في دولة التلاوة ، وكانت نقطة التحول الثانية في حياة الشيخ مصطفي إسماعيل دون مروره على اختبارات أو امتحانات من لجنة الإذاعة.
•في هذه الليلة سمع مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية عمنا الشيخ مصطفي إسماعيل في الإذاعة وأرسل في طلبه في قريته عن طريق البوليس ، وكان الشيخ مصطفي إسماعيل يشرف على جنى القطن في حقله، ولما عاد للمنزل أخذه الضابط في سيارة البوليس ، ومن طنطا بدأت مسيرة السيارة إلى القصر الملكى بعابدين وأدخلوه على الفور إلى مكتب مراد باشا ناظر الخاصة الملكية وقال له استمعت لصوتك بالإذاعة وأرجو أن تقرأ لنا الآن ولم يكد الشيخ يجلس للتلاوة حتى دخل عليهم محمد حيدر باشا القائد العام للقوات المسلحة وانتهت المقابلة بين الشيخ مصطفي إسماعيل ورجال الملك في القصر الملكى ، ولكن مراد باشا وهو يودعه علي باب مكتبه قال له:( نريدك في احتفال الذكرى السنوية السابعة لرحيل الملك فؤاد في 28 إبريل 1943م ، وسيحضرالملك فاروق وسيذيع الراديو قراءتك )، وبالفعل حضر الاحتفال وقرأ فيه ، حتى صدر أمر ملكى بتكليفه قارئا للقصر الملكى لإحياء رمضان بقصري رأس التين والمنتزه بالإسكندرية، وطلبوا منه ترك طنطا، حتى استقر في القاهرة منذ 1944م في حى المغربلين ، وعندما اشتكى لمراد باشا محسن ناظر الخاصة الملكية مما يعانيه من حرارة الجو في مسكنه بالمغربلين استضاف الشيخ في جناح بفندق (شبرد) وكان القصر الملكى يستأجر ذلك الجناح طوال العام باسم الملك ، وقد ظل الشيخ مصطفي إسماعيل مقيما بذلك الجناح في ضيافة القصر الملكى منذ شهر رمضان يوليو 1947م حتى مطلع 1952م عندما انتقل الشيخ مصطفي إسماعيل للإقامة في شقة استأجرها في حى الزمالك بالقاهرة.
•في عام 1947م اختير قارئا للسورة بإلحاح الأزهر الشريف عام 1947م على الرغم من عدم اعتماده بالإذاعة ، حيث اعترض كبار القراء المعتمدين بالإذاعة على هذا الاختيار ، ولكن مساندة الشيخ عبد الفتاح القاضي عالم القراءات والشيخ على الضباع شيخ المقارئ المصرية إلى جانب حماس مراد باشا ناظر الخاصة الملكية ومحمد حيدر باشا القائد العام للجيش المصري وقتذاك حسمت المعركة لصالح الشيخ مصطفي.•في عام 1948م اعتمد إذاعيا وشارك في لجنة اختباره الشيخ على الضباع والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي
•يبقي تساؤل لماذا تأخر اعتماد الشيخ مصطفي إسماعيل حتى نهاية الأربعينيات على الرغم من انتشاره وتلاوته في الإذاعة منذ عام 1943م؟
-يرجع ذلك إلى خلاف الإذاعة مع الشيخ مصطفي في أعقاب تلاوته بحفل رابطة القراء ، حيث وضع عدة شروط رفضت الإذاعة الاستجابة لها وهى:_
-أن يقرأ القرآن لمدة ساعة كاملة وليس نصف الساعة فقط ، وهو ما عبر عنه في حديث ذكرياته بقوله: "كنت أسأل نفسي أقرأ إزاى في الإذاعة والمدة لاتتجاوز نصف الساعة قبل أن يسخن صوتى يطلبون منى أن أتوقف ، فكنت برفض الذهاب للإذاعة لأننى كنت أشعر أننى لن آخذ راحتى في القراءة".
-أن يسجل له من المساجد على جمهور ، لأن الاستديو يحول بينه وبين الأداء العالى.
•بعد تدخل الشخ "الضباع" والشيخ "عبدالفتاح القاضي" و"مراد محسن باشا ومحمد حيدر باشا وهم الذين رشحوه للقراءة في الجامع الأزهر تراجع الشيخ مصطفي إسماعيل عن شروطه، وحسنا فعل وإلا فقدنا ثروة قرآنية لا يجود الزمان بمثلها.
•صوته عرف طريقه للشهرة لإحياء الليالي والمناسبات المختلفة قبل أن يعرف طريقه للإذاعة (1943) في ثلاث مناسبات.( حفل رابطة القراء بالمسجد الحسينى- ذكرى رحيل الملك فؤاد- إحياء رمضان من قصر رأس التين).
علاقته بأم كلثوم وعبدالوهاب
كان قريبا من أم كلثوم وكانت ترسل له ليجلس معها في حديقة منزلها بالزمالك، وكان "عبدالوهاب" يعشق صوته ولم يكن يصرح بذلك، وكان "عبدالوهاب" يركب سيارته ويذهب لسماع الشيخ في موالد أبوالعلا وبولاق والمناسبات، وهناك ليال معينة كان يجلس في سيارته بالخارج ليستمع له في الخفاء ، وكان يكلمه تليفونيا ليخبره بذلك ، وكان يطلق عليه لقب"فتوة" لأنه كان يراه يصل إلى طبقات صوتية لا أحد يستطيع الوصول لها أو الأقتراب منها، وفي ذكرى الأربعين لرحيل الفنان عبدالحليم حافظ في مايو 1977م سمع أهل الفن والموسيقي الشيخ مصطفي إسماعيل فقالت له الدكتورة رتيبة الحفنى عميد المعهد العالي للموسيقي آنذاك( ما هذا الجمال ياشيخ مصطفي .. والله أنت وحدك معهد كامل للموسيقي).
اظهار أخبار متعلقة
علاقته بالرؤساء
•بعد قيام الثورة جاء الرئيس محمد نجيب واختار الشيخ مصطفي إسماعيل ليكون هو القارئ الذى يفتتح حفلاته .
•ثم جاء "عبدالناصر" وكان الشيخ هو الذى يفتتح حفلاته ويختتمها أيضا.
•وبعد ذلك جاء الرئيس "السادات" الذى كان من أشد المعجبين بالشيخ مصطفي إسماعيل ، حتى أن "السادات" عندما وجد القارئ أحمد نعينع يقلد الشيخ مصطفي إسماعيل في طريقة أدائه أحبه وعينه قارئا برئاسة الجمهورية.
•وقد اصطحب الرئيس " السادات" الشيخ مصطفي إسماعيل معه لزيارة المسجد الأقصي بالقدس فتلا آيات قرأنية بصوته الذهبي فجر عيد الأضحي.
زياراته الخارجية والأوسمة
-كان أول قارئ للقرآن يحصل على وسام الدولة فى عيد العلم عام 1965م
-أول قارئ سجل القرآن الكريم على أسطوانات
-يعد ثانى أعظم قارئ للقرآن أنجبته الأرض العربية بعد الشيخ محمد رفعت
-استمع عشاقه إلى لياليه التى امتدت عبر ثلث قرن منذ بدأ إحياء ليالي شهر رمضان المعظم بالقصر الملكى في منتصف الأربعينيات وحتى رحيله في السبعينيات.
-طاف الشيخ مصطفي إسماعيل بالعديد من دول العالم قارئا للقرآن. فقرأ شهرا كاملا ما بين بيروت وحلب ودمشق.
-قرأ في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وماليزيا وباكستان وجميع الدول العربية بما فيها فلسطين .
-قرأ في المسجد الأقصي بالقدس مرتين عام 1960م وكانت القراءة الثانية في صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك سنة 1977 وقد حدثت هذه الزيارة الثانية عندما سافر مع الرئيس "السادات" خلال زيارته التاريخية لإسرائيل.
-طاف بعشرات الدول الإفريقية التى تضم الملايين من الجاليات الإسلامية وحظى بتكريم رؤساء هذه الدول.
-حصل على أعلى الأوسمة من لبنان وسوريا ومن العديد من الدول الأسيوية.
الرحيل
•لم يتخلف"الشيخ مصطفي إسماعيل عن دعوة وجهت إليه لتلاوة القرآن الكريم وكانت أخر دعوة تلقاها من محافظة دمياط، حيث طلب منه أن يقوم بتلاوة آى الذكر الحكيم فى مسجد ( البحر) بدمياط قبل صلاة الجمعة في شهر ديسمبر 1978 م فاستقل سيارته صباح ذلك اليوم من قرية ميت غزال ، حيث كان يقيم وتوجه إلى دمياط، وعندما كان الشيخ يقطع الطريق من ميت غزال إلى دمياط، كان الرئيس "السادات" مجتمعا مع رؤساء وممثلي النقابات المهنية في محافظتى دمياط والدقهلية بمبني المحافظة، بينما كان الشيخ مصطفي إسماعيل يهيئ نفسه لتلاوته الأخيرة بعد وصوله إلى مسجد البحر.
•كان موكب الرئيس" السادات" يطوف بشوارع دمياط حتى أفضي إلى المسجد، وعندما انتهت شعائر صلاة الجمعة خرج الرئيس"السادات" ليواصل جولته بالمدينة ولتمرق في أعقاب موكبه سيارة الشيخ مصطفي إسماعيل في طريقها إلى الإسكندرية، حيث داهمته جلطة في المخ بعد وصوله إلى داره في حى رشدى بالإسكندرية، نقل على إثرها إلى وحدة ناصر للعلاج المركز بالمستشفي الجامعى بالإسكندرية .
•لم يلبث الشيخ طويلا بوحدة العلاج المركز ، حتى أصابه نزيف بالمخ عقب دخوله المستشفي بيومين لتصعد روحه إلى بارئها بعد ظهر الأربعاء 26 ديسمبر 1978 م وقبل عصر يوم الخميس دفن جثمانه في المدفن الخاص بمنزله بناء على وصيته بجوار المسجد الذى بناه في الستينيات في قرية ميت غزال. فقد كانت أمنيته أن يدفن في حديقة منزله الريفي بقريته "ميت غزال" وأثناء احتضاره تم نقل هذه الوصية للمحافظ لكنه رفض قائلا هذا يحتاج إلى إذن من رئيس الجمهورية فذهب الحاج عبدالعزيز وهو رجل بسيط وأرسل طلبا إلى الرئيس "السادات" في ميت أبو الكوم الذى أمر بتنفيذ جميع ما طلب الشيخ مصطفي إسماعيل.