ألم وفجيعة وفراق وصدمة فوق طاقة كثير من البشر، مأساة أبكت الملايين في شتى بقاع العالم العربي وعبروا  عبر كل منصات ومواقع التواصل الاجتماعي عن حزنهم الشديد وإحساسهم بمشاعر الأبوين الذين فقدا فقدا ثلاثة من فلذات أكبادهم بعد أن أصبحوا زهورًا متفتحة ينتظرها مستقبل مشرق وأحلام كبيرة ..ضاعت وتبعثرت في لحظة لتترك مكانها آهات ووجع في القلوب لا تستطيع أي كلمات أن تصفه.

هكذا كتب القدر هذه النهاية الحزينة وطويت صفحة حياة ثلاثة أطباء في ريعان شبابهم نزل خبر وفاتهم في حادث سيارة أليم كالصاعقة على قرية أم رزق بمركز كفر سعد بمحافظة دمياط في شمال شرق مصر..الدكتورة آية كانت تنتظر قرار تعيينها معيدة في كلية الصيدلة وفي اليوم الذي شيعت فيه جنازتها كانت ستتم خطبتها لشاب نابه وكانا قد أوشكا على رسم خطوط مستقبلهما..والدكتور محمود الشاب الواعد كان على وشك التخرج من كلية طب الأسنان..والشقيقة الصغرى آلاء كانت قد أوشكت على الانتهاء من العام الدراسي الأول بكلية طب الأسنان.

صبر جميل

ورغم المصاب الجلل العظيم الذي لم يكن يخطر على بال وقف الأب المصدوم المكلوم يوم جنازة فلذات أكباده  صامدا محتسبا مصيبته في فقدان نصف ثمرة حياته عند الله؛ ليعطي درسًا عظيمًا في الصبر والرضا بقضاء الله لا يردد سوى: «الحمدلله احتسب فرحة حياتي الـ3 شهداء عند الله»، ثم يقف وهلة ويعود ليعدد خصالهم وتفوقهم الذي طالما تباهى به أمام الجميع وحلمه في أن ينشئ لهم عيادة خاصة لكن القدر كان له كلمته في أن يحتضنهم التراب بوقت واحد في مشهد مهيب، بينما ودعهم المئات خلال أيام الشهر الكريم.كشف والد الأطباء الثلاثة، الذين لقوا مصرعهم في حادث انقلاب سيارتهم بترعة الجلبانة في الإسماعيلية بمصر تفاصيل محزنة حول الحادث الأليم.

وقال أحمد محمد عثمان والد الأطباء الثلاثة،احتسبت أولادي من الشهداء، آية حصلت على بكالوريوس الصيدلة جامعة الدلتا بتقدير امتياز، وكنا ننتظر تعيينها معيدة، وتدرس دبلوم تحاليل بكلية العلوم، ومحمود في بكالوريوس الصيدلة بجامعة سيناء، وآلاء بالفرقة الثانية طب الأسنان بذات الجامعة.

وأضاف أن الابنة الكبرى آية توجهت إلى جامعة سيناء لقضاء يومين مع أشقائها ثم العودة مع بعضهم، وفي يوم الحادث الأربعاء اتصلت بمحمود قالي: يا بابا هنفطر ونيجي، ابني لدية سيارة ماركة هيواندي، ومعتاد على الطريق بيروح وبيجي لسنوات، في طريق العودة كان معه طالب صديقة يدعي محمود الكحلاوي، ناحية الاسماعلية اتقلبت السياره في الترعة، نجح صديقهم الرابع في العوم وتم إنقاذ حياته، بينما أولادي الثلاثة احتسبهم من الشهداء.

الفرحة التي ضاعت

وكان والد الأطباء الشهداء يعمل محاسبا في إحدى الدول العربية لمدة 25 سنة، وعاد مستقرا في بلدته منذ 2018، ولدية 6 أبناء، الثلاثة ضحايا الحادث وعمرو في الصف الثاني الثانوي و بنتان صغيرتان.

الأب المكلوم أوضح أن  ابنته الكبرى آلاء دُفنت في اليوم الذي كانت سيتم فيه خطبتها وتُقرأ فيها فاتحتها، وقال : «كنا هنتفق على كل التفاصيل، وقلنا هنفطر مع بعضنا كلنا، أسرتنا وأسرتهم، ناس محترمين، وخطيبها كان شاب محترم جدا، أنهى الدراسة في كلية طب الأسنان، وكان هيطلبها من جدها لأنه كبيرنا، وكنا هنقرأ الفاتحة ونحدد كل حاجة».

وتابع: «المصاب جلل وعظيم، ولا يمكننا أن نقول غير إنا لله وإنا إليه راجعون.. كل من أعرفهم دعموني في الحادث ويتواصلون معي باستمرار.. ربنا يعوض عليّ في اللي جاي، عندي 3 أبناء، عمرو في الصف الأول الثانوي، وشقيقته تدرس في الصف الثالث الابتدائي، وشقيقتها عمرها 3 سنوات».

جامعة سيناء تنعيهم

ونعت جامعة سيناء، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الطلاب الثلاثة، وجاء في بيان للجامعة: «فقدنا 3 أشقاء بينهم طالبان بكلية طب الأسنان، إثر مصرعهم في حادث سير خلال الساعات الماضية»، والطلاب هم «محمود أحمد عثمان»، وشقيقته «آلاء أحمد عثمان»، بكلية طب الفم والأسنان، وشقيقته الثانية «آية أحمد عثمان»، معيدة بكلية الصيدلة، وتقدمت الجامعة بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الطلاب الثلاثة.

الإبنة الكبرى عبقرية

كانت آية أحمد عثمان الشقيقة الكبرى بين الأشقاء الثلاثة، معيدة في كلية الصيدلة جامعة سيناء، ونابغة أيضا ومن العباقرة، إذ شاركت في الموسم الرابع من برنامج «العباقرة» تقديم عصام يوسف، وذلك في حلقة أذيعت منذ حوالي 5 أشهر، تحديدا في ديسمبر 2021، ومثلت آية كلية الصيدلة جامعة الدلتا، وكانت في مواجهة جامعة القاهرة، وذلك في الموسم الرابع من برنامج «العباقرة جامعات».

وبعد الحادث الأليم، نعي مقدم البرنامج الروائي عصام يوسف، وهو كذلك صاحب فكرة ومقدم برنامج «العباقرة» عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، آية أحمد، وكتب: «خبر صادم لنا جميعاً إثر حادث أليم.. بكل الحزن والأسى وبرضاء من قضاء الله أنعى وفاة ابنة العباقرة وجامعة الدلتا الدكتورة/ آية أحمد عثمان».

وأكمل عصام يوسف حديثه، «رحلت هي وأخوتها عنا في أيام مفترجة.. آية كانت بالفعل آية في الأخلاق والالتزام والاحترام.. ندعو الله أن يخفف عن أسرتها وزملائها وأحبابها، ويلهمنا الصبر والسلوان.. دعواتكم على الإفطار بالرحمة والمغفرة.. سنفتقدك، عزاؤنا الوحيد إنكم في الجنة بإذن الله».

اقرأ أيضا:

اقرأ أيضا: