على الرغم من الآثار الإيجابية للرضاعة الطبيعية على الطفل التي ينصح بها بشدة خبراء الصحة، إلا أن دراسة توصلت إلى أنها لا تحدث فرقًا في قوة العلاقة بين الأم والطفل.

وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا، "إن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تبني رابطة عاطفية قوية بينك وبين طفلك"، وذلك لتشجيع الأمهات الجدد على القيام بذلك.

نتائج مفاجئة 

لكن نتائج الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة لينكولن، التي شملت 3آلاف أم جديدة تشير إلى أن هذه الرابطة ليست حصرية للأمهات التي يقومن بإرضاع أبنائهن طبيعيًا.

قام الباحثون بتجنيد الأمهات اللواتي يبلغن من العمر 28 عامًا في المتوسط، من خلال منتديات الأبوة والأمومة عبر الإنترنت و"فيسبوك"، وسُئلوا عن كيفية إطعامهن لأطفالهن الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات، وعن تجربتهن في الولادة، ومدى قربهن من أطفالهن باستخدام اختبار من 30 سؤالاً.

لم تجد الدراسة أي دليل يدعم أن الأمهات اللائي يرضعن رضاعة طبيعية لديهن ارتباط أكبر بأطفالهن مقارنة بوسائل التغذية الأخرى.

تدعم النتائج تلك دراسة أجريت عام 2019، لكنها تستخدم مجموعة أكبر بكثير من الأمهات.

اقرأ أيضا:

طفلي لا يحفظ الأسرار.. ماذا أفعل؟

الرضاعة الطبيعية والترابط بين الأم والطفل

قالت أبيجيل ديفيس، مؤلفة التقرير، وطالبة الدكتوراه في جامعة لينكولن، إن الرأي العام والمهني يفترضان إلى حد كبير أن الرضاعة الطبيعية هي الدافع وراء الترابط.

أضافت وفقًا لصحيفة "ذا صن": "تتماشى دراستنا مع عدد قليل من الدراسات التجريبية القوية التي لا تظهر هذا الارتباط. على الرغم من هذه النتائج، يجب الاعتراف بأن الرضاعة الطبيعية مهمة جدًا لأسباب عديدة أخرى ويجب تشجيعها قدر الإمكان".

تابعت: "هذا لأسباب صحية للأم والطفل، ولأن الكثير من الأمهات الجدد يرغبن في الرضاعة الطبيعية ويشعرن بعدم الدعم في رحلتهن، الأمر الذي قد يكون محبطًا. ومع ذلك، إذا اختارت الأم عدم الرضاعة الطبيعية أو لم تستطع ذلك، فلن نجد دليلًا يشير إلى أن علاقتها بطفلها ستتأثر".

للرضاعة الطبيعية عدد من المزايا الأخرى، من بينها أنها تمنح الطفل أجسامًا مضادة تحملها الأم ضد الفيروسات. كما تقلل من خطر الإصابة بـ (متلازمة موت الرضع المفاجئ) ومرض السكري في مرحلة الطفولة وسرطان الدم.

كما تنخفض مخاطر إصابة الأمهات بسرطان الثدي والمبيض عند الرضاعة الطبيعية، وكذلك أمراض القلب وهشاشة العظام،