يرتبط شهر رمضان بسنة قيام الليل، وهو سُنة مؤكدة، وقربة عظيمة، تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليها، فمن يلتزم بها فهو من أولياء الله، قال الله تعالى " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " [يونس، الآية: 64]
ويكثر المسلمون من قيام الليل في رمضان، اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه شكرا وحمدا لربه كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها حينما قال لها النبي مجاوبا على سؤالها بسبب هذا القيام طوال الليل وقد غفر الله ذنبه: " أفلا اكون عبدا شكورا".
ووردت سنة القيام في القرآن الكريم، خلال سورة المزمل، قال تعالى: " يا أيها المزمل ** قم الليل إلا قليلا".
ومدح الله القائمين الليل، بجميل الخصال وجليل الأعمال، قال تعالى : "إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " [السجدة، الآيات: 15-17] .
ووصفهم الله بقوله : "وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا " إلى أن قال : " أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا " [الفرقان، الآيات: 64-75]
وقال سبحانه : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ " [الذاريات، الآيات: 15-17]
فضل قيام الليل
نبه الله عز وجل على فضل قيام الليل، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الالتزام بهذه السنة في رمضان وغير رمضان لما لها من أثر عظيم على المسلم، والإعانة على جليل الأعمال وما فيه صلاح الأحوال والمآل، قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا " إلى قوله : " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا " [المزمل، الآيات: 1-6]
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : " أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل " وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن " .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر.
فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرني فأغفر له ؟ ! "
وعن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم، قال: " من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه وهي كل ليلة ".
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام وأطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ".
اقرأ أيضا:
الإيثار.. إحساس بالآخرين وعطاء بلا حدودثمار قيام الليل
-ولاية الله ومحبته .
- ذهاب الخوف والحزن وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم .
- سمات الصالحين في كل زمان ومكان .
- الإعانة على مصالح الدنيا والآخرة ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها .
- قربة إلى الرب ومكفرة للسيئات .
- إجابة الدعاء ومغفرة سائر الذنوب .
- نجاة من الفتن وعصمة من الهلكة.
-الفوز بالجنة.