توصلت دراسة حديثة إلى أن الأطفال الذين يولدون لآباء كانوا يتناولون عقار الميتفورمين لمرض السكري قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بعيوب خلقية معينة.

من بين أكثر من مليون طفل ولدوا في الدنمارك، عانى أكثر من 3 في المائة من عيب خلقي من نوع ما. وارتفع المعدل إلى نحو 5 في المائة بين الأطفال الذين استخدم آباؤهم "الميتفورمين" في الأشهر الثلاثة التي سبقت الحمل.

وربط الباحثون بين استخدام "الميتفورمين"، وخطر الإصابة بعيوب خلقية في الأعضاء التناسلية لدى الأولاد، وفقًا للتقرير الذي نُشر في "دورية حوليات الطب الباطني".

آثار "الميتفورمين" على الأطفال 

ووجد الباحثون من خلال دراسة سجلات المواليد في الدنمارك، لأكثر من مليون طفل ولدوا بين عامي 1997 و 2016، أنه عندما استخدم الآباء "الميتفورمين" في غضون الأشهر الثلاثة التي سبقت الحمل، كان خطر إصابة أطفالهم بعيوب خلقية أعلى بنسبة 40 في المائة، في المتوسط، مقارنة بمجموعة الدراسة ككل.

وكان هناك ارتباط خاص بالعيوب الخلقية في الأعضاء التناسلية، جميعا بين الأولاد الذكور. إذ أنه من بين جميع الأطفال الذين استخدم آباؤهم "الميتفورمين" في الأشهر الثلاثة التي سبقت الحمل، كان 0.9 في المائة لديهم عيب خلقي في الأعضاء التناسلية، مقابل ما يزيد قليلاً عن 0.2 في المائة من المجموع الإجمالي.

قال كبير الباحثين الدكتور مايكل أيزنبرج، أستاذ جراحة المسالك البولية في كلية الطب بجامعة ستانفورد الأمريكية، إن الثلاثة أشهر هذه حرجة، "لأن الحيوانات المنوية تستغرق كل هذا الوقت تقريبًا لتتطور".

وسعى الباحثون إلى دراسة عوامل أخرى قد تفسر الارتباط، بما فيها عمر الوالدين ومستوى التعليم وعادات التدخين. لكن استخدام الآباء للميتفورمين ظل مرتبطًا بخطر الإصابة بعيوب خلقية.

ولم يتبين ما إذا كان الدواء أم مرض السكري هو المسؤول عن ذلك. قال أيزنبرج إنه لم يكن هناك ارتباط واضح بين العيوب الخلقية واستخدام الآباء للميتفورمين في العام السابق أو خلال الثلاثة أشهر التي تسبق الحمل.

الأنسولين وأدوية السلفونيل يوريا

نظر الباحثون أيضًا في نوعين آخرين من أدوية السكري التي يستخدمها الآباء في الدراسة: الأنسولين والأدوية التي تسمى السلفونيل يوريا. ولم يكن استخدام الأنسولين مرتبطًا بعيوب خلقية.

في المقابل، ارتفع معدل الإصابة بالعيوب الخلقية عندما استخدم الآباء السلفونيل يوريا. لكن النتيجة لم تكن "ذات دلالة إحصائية" بالنظر إلى العوامل الأخرى، مما يعني أنه قد يكون الأمر بسبب الصدفة.

قال أيزنبرج وفقًا لوكالة "يو بي آي": "نعلم أن الميتفورمين يعمل بشكل جيد للسيطرة على مرض السكري". لكنه أوضح أن النتائج تثير بالفعل "إشارة" ينبغي دراستها بشكل أكبر"، مشيرًا إلى أنه "على مستوى أوسع، فإن الدراسة تسلط الضوء على أهمية فهم تأثير الآباء على مخاطر العيوب الخلقية".

ويستخدم "الميتفورمين" على نطاق واسع للسيطرة على ارتفاع نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2، الذي يرتبط غالبًا بالسمنة.

وتوصلت الدراسات إلى أن عندما تعاني النساء من ضعف السيطرة على مرض السكري خلال فترة الحمل، يزداد خطر إصابة أطفالهن بعيوب خلقية.

في المقابل، ربطت دراسات بين مرض السكري لدى الرجال وتدني جودة الحيوانات المنوية لديهم. غير أنه لم يتضح ما إذا كان مرض السكري لدى الرجال مرتبطًا باحتمالات تشوهات خلقية لدى أطفالهم.

قال أيزنبرج: "سيكون السؤال الرئيسي هو ما إذا كان ذلك بسبب مرض السكري أو الأدوية المستخدمة لعلاجه؟".