مرحبًا بك يا عزيزتي..
أحييك لحرصك على أختك الأصغر منك، شعورك بالمسئولية جميل، خاصة أنك الأخت ولست الأم، من يجب عليها هذا الحرص والسعي لاصلاح الأبناء.
ما لدى أختك توصيفه النفسي هو "انحراف سلوكي"، وأسبابه بالطبع سيكون في جزئه الأكبر "نفسي"، وهو واضح من خلال رسالتك التي شرحت وضعكم، ومدى معاناة أختك من حرمان عاطفي شديد، وجوع نفسي للشعور بالحب والقبول والاهتمام غير المشروك من والدتك، بما أنكم تقيمون معها بدون والدكم.
في مرحلة الطفولة يا عزيزتي يكون الواجب الأول للوالدين بعد اشباع الاحتياجات الأساسية للأبناء "مأكل، ملبس، مأوى، تعليم، علاج"، اشباع الاحتياجات النفسية بالحب والقبول والاهتمام غير المشروط، ومن الواضح أنك واخوتك لم تتلقوا هذا الاشباع، ومن ثم فكل شخصية منكم ستتعامل مع هذا الحرمان أو عدم الاشباع ونقصه وتأثيراته بحسب سمات شخصيته، ومرونته النفسية ومتانتها من عدمه.
ودورك مع أختك يا عزيزتي هو أن تصلحي علاقتك معها بأن تكون علاقة "صحية" وسوية، وداعمة، بعدم التوبيخ، والنصح، والمعاقبة، والشك، والتجسس، بل الاحترام مهما يكن من أمر والحب والقبول والاهتمام غير المشروط، ولأنك لست معالجًا نفسيًا يا عزيزتي، أنت أخت وفقط، فساعدي أختك بأن تفتشي عن "معالجة نفسية" ماهرة وأمينة، لعرض حالة أختك عليها قبل تفاقم الأمر.
هذا هو ما يمكنك فعله يا عزيزتي، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.