كشفت دراسة حديثة عن أن العديد من المرضى الذين يتعرضون لأزمات قلبية قد يعانون من تدهور حاد في التفكير.

توصل الباحثون إلى أنه في الأشهر الستة التي أعقبت الأزمة القلبية، عانى 50 في المائة من المرضى من تراجع في التفكير والذاكرة والقدرة على أداء المهام الأساسية.

أوضحت الباحثة الرئيسية، الدكتورة دومينيكا كاسبرزاك، اختصاصية أمراض القلب في مستشفى جيه ستروس في بوزنان بنولندا، أن "تقييم الحالة المعرفية ليس ممارسة سريرية روتينية بين مرضى القلب، لذا فإن معرفتنا بها غير معروفة إلى حد كبير".

مع ذلك، قالت: "لدينا الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، لذا من الضروري إجراء مزيد من الدراسة للتحقيق في هذه المشكلات".

مشاكل في التفكير عقب الأزمات القلبية

وأشارت كاسبرزاك إلى أنه لا يزال هناك انتشار كبير من المعاناة من مشاكل تتعلق بالتفكير بين المرضى عقب التعرض للأزمات القلبية.

واستدركت: "يمكن أن تكون هذه الاضطرابات مؤقتة ودائمة. هناك مجموعة من المرضى ستصاب بعجز فقط بعد فترة أطول من الملاحظة. يجب أن نكون على دراية بهذه القصور المعرفي وأن نراقب المرضى بعد الأزمة القلبية بانتظام، ولكن أيضًا من حيث حالتهم المعرفية".

وأضافت: "إذا اكتشفنا تغيرات في الأداء الإدراكي مبكرًا، فإننا قادرون على تنفيذ الإدارة المناسبة، ولدينا الوقت لإحالتها إلى متخصصين آخرين، مثل علماء النفس أو أطباء الأعصاب".

اقرأ أيضا:

تناول هذا الطعام قبل النوم يساعدك على التخلص من الشخير

اختبار قدرات التفكير 

وأجرى الباحثون، اختبار قدرات التفكير لـ 220 مريضًا بأزمة قلبية بعد أيام قليلة من تعرضم لأزمة قلبية، ومرة أخرى بعد ستة أشهر. كان متوسط أعمارهم 60 عامًا.

كان لدى حوالي 50 في المائة من المرضى أداء إدراكي طبيعي عند اختبارهم في المرتين ، لكن 50 في المائة الآخرين لديهم بعض إعاقات التفكير. ووجد الباحثون أن حوالي 35 في المائة إلى 40 في المائة من المرضى أظهروا ضعفًا خلال أيام التي أعقبت تعرضهم لأزمة قلبية، و27 في المائة إلى 33 في المائة أظهروا ضعفًا بعد ستة أشهر.

بالنسبة لحوالي 50 في المائة من المرضى الذين عانوا من ضعف في التفكير، كانت مشاكلهم مؤقتة، لكن بالنسبة للنصف الآخر، كانت دائمة. وأشار الباحثون إلى أن حوالي 1 من كل 9 مرضى لديهم أداء إدراكي طبيعي بعد التعرض لأزمة قلبية أظهروا تدهورًا إدراكيًا بعد ستة أشهر.

قالت كاسبرزاك، وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إن العجز المعرفي يمكن أن يؤثر على نوعية الحياة ويجعل من الصعب مواكبة العلاجات وتغييرات نمط الحياة لمنع حدوث أزمة قلبية ثانية.

لم يكن لدى أي من المرضى تاريخ من الخرف أو اضطرابات التفكير قبل التعرض للأزمة قلبية.

ومن غير المعروف كيف تؤدي الأزمة القلبية إلى ضعف إدراكي، لكن كاسبرزاك قالت إن الإجهاد النفسي ومشاكل النوم في وقت قريب من الأزمة القلبية قد تؤدي إلى عجز مؤقت. ومع ذلك، يمكن أن يشير الضعف المعرفي الدائم إلى حدوث تلف في الدماغ، لكن اضطرابات النوم والاكتئاب والقلق يمكن أن تلعب دورًا أيضًا.

أشارت كاسبرزاك إلى أنه من غير المحتمل أن تفسر الانخفاضات المرتبطة بالعمر المعدل المرتفع للضعف الإدراكي لدى المرضى. لكن العمر قد يضخم الآثار. "في الواقع، كان المرضى الأكبر سنًا والذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الحادة أكثر عرضة للإصابة بضعف إدراكي دائم"، على حد قولها.

وتابعت كاسبرزاك: "هذه فقط نتائجنا الأولية. نجري متابعة لهذه الدراسة، ولدينا مجموعة أكبر من المشاركين - حوالي 400 مريض - وسنحاول تحليل مجالات معرفية محددة".

التمرينات تقلل من التدهور المعرفي العالمي

قال الدكتور جريج فونارو، مدير مركز أمراض عضلة القلب بجامعة أهمانسون في كاليفورنيا، إن الدراسات السابقة أشارت إلى أنه قد يكون هناك تسارع في انخفاض التفكير لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب.

أضاف: "الآليات التي تساهم في التدهور المعرفي التي تم تحديدها تتطلب مزيدًا من الدراسة". وأشار إلى أن الدراسات السابقة أظهرت أن التمرينات يمكن أن تقلل من التدهور المعرفي العالمي.

سيتم تقديم النتائج في 3 أبريل في الاجتماع السنوي للكلية الأمريكية لأمراض القلب، في واشنطن، وتعتبر النتائج المقدمة في الاجتماعات الطبية أولية حتى يتم نشرها في مجلة يراجعها الأقران.