لا يكترث الكثير من المسلمين بالتوقف عن بعض الأخطاء الشائعة في الصلاة، والتي أصبحت عادة بمرور الوقت، بالرغم من أنها قد تكون محبطة للأجر، وللصلاة نفسها، خاصة وإذا كانت هذه الاخطاء من الأشياء التي تلهي المصلي عن التفكير في صلاته وتفقده الخشوع المطلوب لها،، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس لابن آدم من صلاته إلا ما عقل منها".
تجارة فاشلة نتاجرها جميعا
ومن أكثر الأخطاء حدة، أن ينتظر المصلي حتى إقامة الصلاة ودخول الإمام في الركعة الأولى، ثم يذهب المصلي للمسجد مسرعا ومهرولا، لكي يدرك الإمام قبل القيام من الركوع في الركعة الأولى، ليس بهدف إدراك الصلاة، ولكن بهدف خبيث هو تقصير وقت الصلاة، والاستفادة من احتساب الركعة الأولى دون الوقوف بها للاستماع إلى الفاتحة وما تيسر من القرآن في قراءة الإمام.
فبعض المصلين يسرعون في الخُطى عند الذهاب إلى المسجد، لاسيما إذا كان الإمام قبيل الركوع، أو ركع فيزيد في السرعة ومنهم من ينطلق جرياً ليلحق الركعة مع الإمام، وهذا الإسراع، خطأ، بل هو منهي عنه، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم بالسكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) رواه البخاري ومسلم.
ومن أشد الأخطاء التي نقوم بها جميعا، بسبب الرغبة فى تقليل عدد مرات الوضوء فى اليوم ترى أحد المصلين يحبس البول أو الريح وربما الغائط ولا يركز فى الصلاة لأنه يحتاج استخدام دورات المياه والصحيح أن يقضى حاجته ثم يتوضأ ويدرك صلاته كى يخشع فيها لربه.
صلاة ركعتين السنة أثناء إقامة الصلاة
ومن الأخطاء التنفل عند إقامة الصلاة، فقد يصلي المسلم ركعتين السنة ويستمر في تنفله وتفوته تكبيرة الإحرام، وربما فاتته الركعة الأولى بكاملها، وهذا اجتهاد خاطئ منه، كان الأولى في حقه أن يقطع النافلة، ويدخل الصلاة مع إمامه من البداية، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وإذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة))، والمقصود هنا من أقيمة الصلاة بعد تكبيره للتنفل مباشرة وما زال واقفاً فعليه أن يقطع النافلة، أما من أقيمة الصلاة وهو قد ركع فعليه أن يكمل تنفله.
ومن الأخطاء يثنى المصلى ركبيته أو ذراعيه فى الركوع، وأن يرفع الساجد أنفه من على الأرض أثناء السجود، أو أن ينظر من بين رجليه على ما يحدث بالخلف، أو أن يرفع قدميه من على الأرض أثناء السجود.
كما يقوم بعض المصلين بلصق ذراعيهم بالأرض عند السجود، وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوضعية بالكلب، ولا يصح أن يسجد بقبضة يديه بل الصحيح أن تضم الأصابع مستوية باتجاه القبلة.
ومن المخالفات الفاحشة مسابقة الإمام، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم، من يسبق إمامه كأن يرفع رأسه قبله، أو يركع أو يسجد قبله، روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار)) وهي عقوبة يستحقها من يفعل هذا، حتى ذكر بعض أهل العلم أنه لا صلاة لمن فعل ذلك.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه المخالفة من أخطر المخالفات، ويتبع هذا الخطاء من يتأخر عن الإمام فتجد الإمام قد شرع في قراءة الفاتحة وهو ساجد ويظن أنه متشهد، ويتبع أيضاً موافقة الإمام في القيام والقعود أو الركوع والسجود، والسنة المشروعة متابعة الإمام، فإنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا استوى الإمام راكعاً تركع، وإذا استوى ساجداً تسجد، فلا تسبقه ولا توافق ولا تتأخر عنه، بل تتابعه، قال البراء بن عازب رضي الله عنه: كنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم: ((فكان إذا انحط من قيامه للسجود لا يحني أحدٌ منا ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض)) [متفق عليه].
ومن الأخطاء :
فتح المصلى ما بين قدميه على مصراعيها أثناء السجود أو أن يباعد بيين الكوع والجسد أثناء صلاة الجماعة وإن وجب هذا في صلاة الفرد.
ومنها عدم الجلوس مستريحاً فى الصلاة أثناء التشهد مما يوثر على خشوعه ويجعله ينتظر انتهاء الصلاة بتلهف كى يستريح.
ومن الأخطاء الشائعة التثاؤب وعدم الاكتراث أو التململ في الصلاة، وإن كانت أحد أعراض النعاس فى أغلب الأحيان، إلا أنها تظهر عدم عظم شعائر الصلاة في صدر صاحبها.
ومنها الجهر بالقراءة مع الإمام مما ينتج عنه التشويش على الأخرين وأحيانا بترديد التكبيرات بصوت عالي.
ومنها التحدث مع المصلي أو الإشارة له وهو في الصلاة مما يخرجه من خشوعه، ويجعله يفكر في المطلوب، ويحاول أن ينهى الصلاة بسرعه ليلحق بالشخص.
والتضجر من إطالة الإمام في القراءة وإظهار ذلك رغم أنها قراءة عادية لبضع دقائق في حين تجده يجلس بالساعات يتابع الأفلام والمسلسلات والمباريات دون ضجر أو ملل.
الحضور إلى الصلاة بملابس متسخة، أو ملابس تظهر شيئا من عورته.
النظر إلى الأعلى أثناء الصلاة وهو منهي عنه والصحيح النظر إلى محل السجود.
ترك الهاتف مفتوحاً أثناء الصلاة ومايترتب عليه من ضوضاء وضجيج.
اقرأ أيضا:
أدرك عمرك قبل فوات الأوان بهذه الطاعات