لم يفوت علينا الإسلام شيئًا على الإطلاق إلا وعلمنا إياه، فالإسلام هو من ابتدع طريقة (الإتيكيت) في الطعام، وكيف الإنسان يأكل بطريقة لا تزعج الآخرين، وفي نفس الوقت يشبع وأيضًا يحافظ على جسده رشيقًا، ومن آداب الطعام التي علمنا إياها الإسلام، ألا نأكل الطعام ساخنًا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره»، فيما روى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : « أتي النبي صلى الله عليه وسلم يوما بطعام سخن فقال ما دخل بطني طعام سخن منذ كذا وكذا قبل اليوم»، وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما « أنها كانت إذا ثردت شيئا غطته حتى يذهب فوره ثم تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه أعظم للبركة ».
آداب فريدة
لاشك أن آداب الطعام التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فريدة في كل شيء، بل أنها تسبق العالم الحديث الآن، فبينما وصل الناس للأكل بـ(الشوك والسكاكين)، إلا أن طريقة الطعام التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس لها مثيل، فهي تجمع بين (الاتيكيت) وحُسن الآداب، وحُسن التصرف، واحترام الآخرين حتى لا ينزعج أحد على الطاولة، وأيضًا الوصول إلى الشبع سريعًا قبل أن تنتفخ البطون.
فقد روى المقداد بن معد يكرب عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».
اقرأ أيضا:
الفرق بين الكرم والسفه.. بطون المحتاجين أولىآفة النفخ
أيضًا نهى الإسلام عن (النفخ في الطعام)، وهو أمر للأسف اعتاده كثيرين نتيجة (سخونة) الطعام، فالنفخ على الطعام مكروه مطلقاً سواء كان للطفل أو لغيره والدليل على ذلك ما ورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في النهي عن ذلك.
فقد روى أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب»، فمما يفضل في الطعام أن تجتمع الأسرة على الطاولة، ففيها البركة، فقد روى أبو داود في سننه من حديث وحشي بن حرب عن أبيه عن جده رضي الله عنه: أن أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، قال: «فلعلكم تفترقون؟» قالوا: نعم، قال: «فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه، يبارك لكم فيه».